حيث تجاهل رئيس الوزراء محمد اشتية المعتصمين في كلمته، ولم يخرج للقائهم هو أو أي وزير. ومنذ ساعات الصباح الباكر، نصبت الأجهزة الأمنية حواجز ومتاريس حديدية في محيط المقر، كما نشرت دوريات على مداخل مدينة رام الله ومداخل المدن، لمنع المعلمين من الوصول إلى مكان الاعتصام. الحراك مستمر عضو مبادرة حل أزمة المعلمين عمر عساف، قال إن قمع حراك المعلمين من قبل أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية يزيد من التفافهم حول مطالبهم.
وأكد عساف، أن المعلمين جاؤوا بالآلاف رغم الحواجز والمتاريس التي وضعت من قبل أجهزة أمن السلطة لإعاقة وصولهم لمكان المظاهرة السلمية التي دعا لها حراكهم. وأضاف أن المعلمين مستمرين في حراكهم وصولًا لتحقيق كافة مطالبهم العادلة والمشروعة. وأوضح عساف أن تصرفات أجهزة السلطة بحق حراك المعلمين تدل على تخبطها وعلى عدم التزامها فيما وقعت عليه في الآونة الأخيرة، كما أنه يدل على إفسلاها في التعامل مع الحراك. وبين أن ما تقوم به أجهزة السلطة من قمع للحريات تجاه المعلمين يعد انتهاكًا للقانون الفلسطيني، داعيًا إلى محاسبة رجال الأمن الذين تعدوا على القانون ومنعوا المعلم من حقه في التظاهر السلمي. وأعرب عن أسفه من أن السلطة تؤجل الأزمات ولا تبحث عن حلول لها. وأوضح عضو مبادرة حل أزمة المعلمين،
أن المعلم يطالب الحكومة بالالتزام بما وقعت عليه قبل تسعة أشهر، مشددًا على أن هناك أمران يجب تنفيذهما من قبل الحكومة لوقف الاحتجاجات، الأول التزامها بنسبة 15% الخاصة بطبيعة العمل، والأمر الثاني انتخاب جسم ديمقراطي يمثل المعلمين ويحقق مطالبهم. كرامة المعلم بدورها قالت المعلمة المقدسية خديجة خويص خلال مشاركتها في إضراب المعلمين اليوم، إن رسالة المعلمين المراد إيصالها من خلال الإضراب، سواء المعلم المقدسي أو المعلم في الضفة الغربية أنه يريد حقوقه كاملة غير منقوصة. وأوضحت خويص أن ما يقدمه المعلم الفلسطيني من جودة في عمله لا يرتقي إلى الرواتب التي تقدم له من قبل الحكومة، لا سيما أن الرواتب المقدمة منقوصة وغير مرتبطة بغلاء المعيشة، أو بدون جدولة مستحقات.
وبينت أن ما يطالب به المعلم هو كرامته وحقه كاملًا غير منقوص، فالمعلم من حقه أن يعيش أمنًا وظيفيًا، وأن يحصل على راتبه كاملًا كباقي الموظفين دون أن يحتاج لقرض أو يقوم بالاستدانة. تعدى على الحريات ومن جانبه قال مدير مجموعة محامون من أجل العدالة مهند كراجة، “اليوم جئنا كمحامين وكمدافعين عن حقوق الإنسان لتلبية دعوة الحراك الموحد للمعلمين الداعي لتحقيق مطالبه المشروعة بعد تنصل الحكومة”. وأكد المحامي كراجة، أن السلطة الفلسطينية تواجه حراك المعلمين بالقمع والاستدعاءات وإغلاق الطرق، موضحًا أن الأجهزة الأمنية أغلقت الكثير من الطرق والمفترقات لإعاقة وصول المعلمين لمكان المظاهرة السلمية. وأوضح أن السلطة تقوم بمواجهة حراك المعلمين ومطالبه المشروعة بصورة تعسفية وغير قانونية. وطالب المحامي كراجة كافة النقابات في الضفة أن تتحد خلف مطالب المعلمين،
وأن تعلي الصوت عاليًا لتحقيقها، داعيًا مؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية لإعلاء الصوت لوقف كل الانتهاكات التي يتعرض لها حراك المعلمين من قبل أجهزة السلطة. وشارك آلاف المعلمين من جميع المحافظات في الاعتصام المركزي الذي دعا إليه حراكهم، وسط استمرار الإضراب للأسبوع الثالث على التوالي. وطالب المعلمون رئيس السلطة والحكومة والمسؤولين بإنصافهم وتلبية جميع حقوقهم، رافضين تجاهل الحكومة لمطالبهم. وأكدوا أن الاعتصامات والاضرابات لا تتبع لأي أحد وإنما فعاليات مطلبية، بعد تنصل الحكومة من الاتفاق الموقع مع المعلمين.