يواصل برشلونة متصدر الدوري الإسباني لكرة القدم مطاردته للقبه الـ27 في تاريخه والأول منذ عام 2019 وذلك عندما يستقبل على ملعبه “كامب نو” أوساسونا الثلاثاء ضمن منافسات المرحلة 33.
ويتصدر فريق “بلاوغرانا” الترتيب متقدماً بفارق 11 نقطة عن مطارده المباشر ريال مدريد (79 مقابل 68)، ويسعى إلى رفع الفارق إلى 14 قبل ساعات من الرحلة المحفوفة بالمخاطر للنادي الملكي لمواجهة ريال سوسييداد الرابع في اليوم ذاته.
ويمني برشلونة النفس بمواصلة صحوته وتحقيق الفوز الثاني تواليا والـ26 هذا الموسم لتعزيز صدارته بانتظار خدمة من ريال سوسييداد لإسقاط النادي الملكي كي يصبح على بعد فوز واحد للظفر باللقب الاول منذ 2019.
لكن مهمة النادي الكاتالوني لن تكون سهلة أمام أوساسونا الثامن (44 نقطة) والذي يخوض موسماً رائعاً وهو على موعد تاريخي بمواجهة ريال مدريد في نهائي كأس الملك السبت المقبل، لذا يتطلع لرحلته إلى “كامب نو” كأفضل تحضير قبل 4 أيام من الموقعة المرتقبة.
ويعاني برشلونة من الإرهاق ضمن واقع يدركه جيداً مدربه ومايسترو خط وسطه السابق تشافي هرنانديس.
يخوض اللاعبون مباراتهم الرابعة في 10 أيام وأمضى العديد منهم الكثير من الوقت داخل المستطيل الأخضر في الأسابيع الأخيرة، علماً أن برشلونة ومع انتهاء مباراته أمام أوساسونا لن يلعب قبل 14 الشهر الحالي بسبب عدم اقامة مباريات الدوري في أسبوع نهائي الكأس.
وفي حال قرر تشافي اراحة بعض اللاعبين، فخياره الأول سيكون المدافع الأوروغوياني رونالد أراوخو، علماً أن الاخير خاض جميع المباريات منذ عودته من الاصابة وسيرحب بالراحة خصوصاً مع تماثل الدنماركي أندرياس كريستنسن للشفاء وجهوزيته للعب بعدما شارك أساسياً في الفوز على ريال بيتيس وافتتح رباعية فريقه.
سجل كريستنسن هدفه الأول على صعيد الأندية مذ أن حقق ذلك بقميص فريقه السابق تشلسي الانكليزي في الكأس أمام شيسترفيلد في كانون الثاني/يناير 2022، وهدفه الأول في الدوري منذ عام 2017.
كما حصل برشلونة على جرعة ثقة إضافية مع عودة مهاجمه الفرنسي عثمان ديمبيليه من الاصابة التي ابعدته عن الملاعب لفترة ثلاثة أشهر، حيث من المحتمل أن يحلّ بدلاً من البرازيلي رافينيا (10 أهداف و 11 تمريرة حاسمة هذا الموسم في مختلف المسابقات) على الجهة اليمنى أو اللعب معه في حال قرر تشافي اعادة أنسو فاتي إلى مقاعد البدلاء.
ويقود البولندي روبرت ليفاندوفسكي، متصدر ترتيب الهدافين مع 19 هدفاً في 28 مباراة، خط الهجوم على أمل أن يهز الشباك للمباراة الثالثة توالياً بعدما سجل في الخسارة أمام رايو فايكانو 1-2 والفوز على ريال بيتيس.
وبات ليفاندوفسكي الذي عاد إلى سكة التسجيل بعد فترة عجاف استمرت 4 مباريات، اللاعب الأكثر تسجيلاً في “لا ليغا” في أول موسم له مع برشلونة منذ الكاميروني صامويل إيتو (24 هدفاً في موسم 2004-2005)، حسب موقع “أوبتا” للاحصاءات.
وشهدت مباراة بيتيس حدثا تاريخياً مع دخول مهاجم برشلونة المراهق المغربي الأصل لامين جمال بدلاً من غافي في الدقيقة 83، ليصبح في سن الـ15 عاماً و290 يوماً أصغر لاعب يخوض مباراته الأولى بقميص الفريق الأول في الدوري.
قال تشافي بعد الفوز على بيتيس “تمكنا من تدوير (الفريق)، وهذه خطوة أخرى نحو اللقب. بشكل عام، كنا بحاجة إلى رد فعل (بعد الخسارة أمام رايو فايكانو 1-2)…”.
وأضاف “لقد كان يوماً مهماً، ولدينا هوية مرة أخرى. هي خطوة عملاقة للفوز بهذا الدوري. كان رد الفعل أمراً حيوياً، وقد فزنا أيضاً بأسلوب جيد. كنت مقتنعا بما رأيته. لديّ مشاعر جيدة بشأن الحصول على اللقب”.
من ناحيته، وبعد فوزه على ألميريا 4-2 بفضل ثلاثية من مهاجمه الفرنسي كريم بنزيمة الذي عاد إلى سباق ترتيب الهدافين مع 17 هدفاً، يتحضر رجال المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي لاستحقاق ريال سوسييداد الرابع والساعي الى البطاقة الرابعة الاخيرة المؤهلة الى دوري الابطال الموسم المقبل (58 نقطة).
وتلقى النادي الملكي ضربة موجعة جراء إصابة لاعب وسطه المخضرم الكرواتي لوكا مودريتش (37 عاماً) في أوكار الركبة ما سيبعده عن الملاعب لمدة أسبوعين على الأقل.
وينتظر النادي الملكي نهائي كأس الملك أمام أوساسونا في السادس هذا الشهر، قبل 3 أيام من استحقاقه القاري الأهم في دفاعه عن لقبه في دوري الأبطال أمام مانشستر سيتي الانكليزي الذي يستقبله على ملعبه “سانتياغو برنابيو” في ذهاب نصف النهائي.
أبدى أنشيلوتي سعادته من أداء فريقه خلال المؤتمر الصحافي هزيمة ألميريا، كاشفاً أنه أكد للاعبيه ضرورة التركيز بشكل أكبر دفاعيا، في اشارة إلى اهتزاز شباكه بستة أهداف في مباراتيه الأخيرتين (خسر 2-4 أمام جيرونا وتلقى هدفين في الفوز على ألميريا).
رغم ذلك، يعتقد أنشيلوتي أن بعض الأخطاء الدفاعية قد تفيد الفريق للتطور في استحقاقاته المقبلة، في حين أشاد بالثلاثي الهجومي بنزيمة والبرازيليين فينيسيوس جورنيو ورودريغو، مؤكداً على وجود أوجه شبه مع الثلاثي الخارق السابق مع البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي غاريث بايل وبنزيمة.
وعن نيل فينيسيوس جونيور بطاقته الصفراء العاشرة هذا الموسم وغيابه عن المباراة المقبلة أمام النادي الباسكي، قال المدرب الإيطالي “من الواضح أنه لا يفوز بشيء بسبب التذمر، لكن من المدهش أن لديه 10 بطاقات صفراء. أكثر لاعب خط وسط قساوة في الليغا لا يملك حتى 10 بطاقات”.
وأضاف “لقد حصل على الكثير من البطاقات وأقل لمن ركلوه”.
وأثنى مدرب ميلان الإيطالي وبايرن ميونيخ الالماني وتشلسي السابق على النجاعة الهجومية لبنزيمة، قائلاً “يؤدي بشكل جيد وقد أظهر ذلك. نحن جيدون وخطيرون للغاية في الهجوم. عندما نكون في القمة دفاعياً، فإن الفريق يؤدي بشكل جيد للغاية في الهجوم”.
ويدرك ريال مدريد جيدا اهمية النقاط الثلاث كونها ستمكنه من البقاء في المركز الثاني وسط ضغط هائل من مطارده المباشر جاره أتلتيكو مدريد الذي يخوض اختبارا سهلا نسبيا امام قادش الرابع عشر.
ويبحث أتلتيكو الذي يتخلف بفارق نقطتين فقط عن النادي الملكي، عن انتصاره الثالث توالياً بعد فوزه على ريال مايوركا 3-1 وبلد الوليد 5-2 في المرحلتين الماضيتين تحت هالة نجمه المتألق المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان.