تقرير ميسة أبو غزالة- أطفأ الاحتلال فرحة الاحتفالات بـ “سبت النور” لآلاف المسيحيين في مدينة القدس، وتعمّد تنغيص هذا اليوم عليهم، بمنعهم من الوصول الى كنيسة القيامة ومشاهدة “سطوع النور المقدس من قبر السيد المسيح”، وبالاعتداء عليهم وضربهم خلال تواجدهم على الحواجز التي نصبت في الطرقات والمفارق المؤدية الى الكنيسة.
آلاف المسيحيين توجهوا منذ ساعات الصباح الأولى الى البلدة القديمة، في محاولة للوصول باكرا الى كنيسة القيامة، آملين السماح لهم بالدخول إليها، أو الوقوف على مقربة منها، وامتلأت شوارع البلدة القديمة، خاصة حارة النصارى وطريق باب الجديد وطريق باب الخليل والحارات الداخلية بالمسيحيين من أهل المدينة، وأعداد قليلة من مسيحي الضفة الغربية، والمئات من الحجاج من خارج البلاد، الذين لا تكتمل فرحتهم بعيد الفصح دون الحضور الى القدس والصلاة في كنيسة القيامة.
الاستاذ ريتشارد زنازيري مدير مدرسة المطران بالقدس، قال: أن سبت النور هو يوم مميز في مدينة القدس، وأضاف :”المدينة اليوم تحولت الى ثكنة عسكرية، أنا من أصحاب العيد ولا أبعد سوى خطوات عن الكنيسة منعت من الوصول اليها، أما الجنود والشرطة هم من يتواجدون فيها”.
وعن منع الآلاف من الوصول الى كنيسة القيامة اليوم، قال الاستاذ زنانيري :”لن يقفل باب مديتنا سنبقى نحتفل بهذا اليوم ونصل الى أقرب نقطة لكنيسة القيامة، والاحتفال غير مكتمل فأهالي غزة لم يتمكنوا من الوصول اليوم وأهالي الضفة كذلك، أما أهالي القدس حرموا من دخول الكنيسة”، وأكد أن الاجراءات والقيود المتخذة في هذا العيد تتزايد عاماً بعد الآخر”.
وأضاف :”تتحدث الشرطة عن سماحها لـ 1800 شخص لدخول الكنيسة، لكن أعداد قليلة تمكنت من الوصول اليها فقط، ساحة الكنيسة للشرطة والجيش، أي دولة في العالم تمنع الوصول الى الكنيسة أو المسجد، تحديد أعمار أو تحديد أعداد؟”
وقالت السيدة أمل من مدينة جنين :”حضرنا مبكرا الى القدس لكن للأسف لم نتمكن من الدخول عبر الحاجز المقام عند الباب الجديد، الجنود منعونا من الدخول، سننتظر حتى خروج النور، ثم ندخل الى القيامة للصلاة داخلها، دخول القدس لأهالي الضفة الغربية فرصة لا تتكرر إلا بالأعياد.”
سيدة أخرى من مدينة القدس قالت :”معي تصريح خاص أتمكن من خلاله الدخول الى كنيسة القيامة، ولكن الحواجز المقامة في طرقات الكنيسة وأبواب البلدة القديمة والازدحامات المرورية عليها، حالت دون وصولنا بالموعد المحدد، الجميع بانتظار خروج النور.”
فرحة خروج النور
وفي الطرق المؤدية الى كنيسة القيامة آلاف المسيحيين انتظروا على الحواجز التي نصبتها شرطة الاحتلال خروج النور المقدس، وفور خروج النور وقرع أجراس الكنائس ارتسمت الفرحة على وجوههم، حتى وصول النور اليهم من كنيسة القيامة من فرق الكشافة وممن سمح لهم بالدخول الى الكنيسة، وبلهفة وفرح أشعلوا شموعهم التي كانوا يحملونها حتى ينالوا بركة النور المقدس.
أما داخل كنيسة القيامة فقد سمح لأعداد محدودة من المسحييين بالوصول إليها، لحضور قداس واحتفال “سبت النور” لدى الطوائف الشرقية.
وأكدت كنائس القدس المتمثلة في “بطريركية الروم الأرثوذكس، حراسة الأراضي المقدسة، بطريركية الأرمن”، رفضها لكافة القيود الغير مبررة والغير مسبوقة للاحتفالات في “سبت النور”.
وقالت الكنائس في بيان مشترك لها أصدرته نهاية الاسبوع الماضي رافضة اجراءات الاحتلال:” ان السلطات الإسرائيلية تريد فرض القيود الغير مبررة على وصول المؤمنين الى كنيسة القيامة، واصفة الإجراءات بالقاسية والتي ستقيد الوصول الى كنيسة القيامة والمشاركة في طقوس سبت النور.”
أسبوع الآلام، هو الأسبوع الأقدس للمسيحيين، ويتمثل الاحتفال بمراسم سبت النور التي يشهد المؤمنون خلالها إضاءة النور المقدس، والتي تتم بشكل منتظم في كنيسة القيامة منذ ما يقرب من 2000 عام، وهي تجذب المسيحيين من جميع أنحاء العالم.
مشهد الاغلاقات والحواجز والاعتداء على الحجاج والمسيحيين في محيط كنيسة القيامة اليوم، هو ذات المشهد الذي تكرر على مدار عدة أيام في المسجد الأقصى خلال احتفالات اليهود “بعيد الفصح”، بفرض حصار على الأقصى ومنع الشبان من الدخول اليه والاعتداء على المصلين المعتكفين داخله.