انطلقت في المدن والبلدات الفلسطينية بأراضي عام 1948، فعاليات إحياء الذكرى الـ23 لهبة القدس والأقصى، التي استهلت بزيارة أضرحة الشهداء والنصب التذكارية تخليدا لذكراهم، على أن تتوّج بمسيرة مركزية في مدينة سخنين.
واندلعت الهبة في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2000، ردا على اقتحام المتطرف أريئيل شارون، لباحات المسجد الأقصى، برفقة مئات الجنود وعناصر شرطة الاحتلال.
وارتقى في حينه 13 شهيدا هم: رامي غرّة من جت المثلث، وأحمد صيام جبارين من معاوية، ومحمد جبارين، ومصلح أبو جراد من أم الفحم، ووسام يزبك، وإياد لوابنة، وعمر عكاوي من الناصرة، ومحمد خمايسي من كفركنا، ورامز بشناق من كفر مندا، وعماد غنايم، ووليد أبو صالح من سخنين، وعلاء نصار، وأسيل عاصلة من عرابة.
واستهلت زيارة أضرحة الشهداء في جت المثلث، حيث زار أهالي القرية ولجنة المتابعة والقوى السياسية والوطنية ضريح الشهيد رامي غرة ووضعوا أكاليل الزهور على ضريحه.
وفي أم الفحم، جرت زيارة ضريح الشهيد محمد أحمد جبارين في مقبرة الجبارين بالمدينة، ووُضعت الأكاليل على ضريحه، ثم انتقل وفد لجنة المتابعة لزيارة النصب التذكارية حيث جرى وضع الأكاليل في دوار الشهيد محمد جبارين، ودوار الشهيد أحمد صيام جبارين، ودوار الشهيد مصلح أبو جراد.
ودعت لجنة المتابعة للجماهير العربيّة “للالتزام بالشعارات الوطنية الوحدوية، ومنع المظاهر الحزبية في نشاطات إحياء الذكرى”.
وكانت لجنة المتابعة، وبمشاركة السلطات المحلية العربية، واللجان الشعبية في منطقة البطوف، قد أقرت، نهاية الأسبوع المنصرم، “البرنامج التفصيلي” لإحياء الذكرى الـ23 لهبة القدس والأقصى، والمظاهرة القطرية الوحدوية، ومن المتوقع أن تنطلق في الساعة الرابعة والنصف من مساء اليوم، من شارع الشهداء في سخنين.
يشار إلى أن لجنة المتابعة أصدرت، بيانا، لمناسبة الذكرى، أكدت فيه أن جميع السياسات التي فجرت هبة القدس والأقصى “استفحلت أكثر مع السنين، خاصة في السنوات الأخيرة، في ظل حكومات اتبعت تعميق الاحتلال وتوغل الاستيطان، وتكثيف استهداف القدس المحتلة، خاصة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأولها المسجد الأقصى المبارك، الأكثر استهدافا، خاصة أن عصابات “الهيكل المزعوم”، تتربع حاليا على سدة حكومة الاحتلال، ما يقتضي زيادة اليقظة، وإفشال كل مخطط للتقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، الذي يعتبر مسجدا إسلاميا بكامل مساحته، وذلك في الوقت الذي تتواصل مخططات اقتلاع أهالي القدس من أحيائهم التاريخية، وأولها البلدة القديمة، جوهرة التاج”.
وقالت: “نحيي الذكرى الـ23 لهبة القدس والأقصى، في عام يسجل ذروة بعدد ضحايا دائرة الجريمة والعنف، فاقت بكثير الذروة التي تسجّلت في العامين الماضيين على التوالي”.
وأكدت المتابعة أن “استفحال هذه الظاهرة الدموية، مرتبطة كليا بهبة القدس والأقصى، لأنها مخطط سلطوي، يقضي بإطلاق يد عصابات الجريمة، وانتشار السلاح، كأحد استخلاصات الهبة في المؤسسة الحاكمة، بهدف ضرب وتفتيت وتفكيك مجتمعنا الفلسطيني بأراضي الـ48، وإبعاده عن قضاياه الأساسية، أولها قضيته القومية، وقضاياه اليومية”.