صرح الصحفي الأمريكي المرموق سيمور هيرش بأن مجموعة من الدول بقيادة بولندا تدعو سرا الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لإنهاء الصراع في البلاد حتى على حساب استقالته.
وتابع الصحفي الأمريكي، الحائز لجائزة بوليتزر، أن الرئيس الأوكراني يرفض مقترحات تلك الدول بإنهاء الحرب، في الوقت الذي بدأ فيه زيلينسكي يفقد الدعم بين جيرانه.
جاء ذلك في مقال نشره هيرش بصفحته بعنوان “قضية اللجوء الأوكراني” يتناول فيها قضية تدفق ملايين النازحين الأوكرانيين إلى أوروبا، حيث يقول إن جيران زيلينسكي يدفعونه نحو السعي لتحقيق السلام في محاولة لوقف ذلك.
ويتابع هيرش بأن “واشنطن بوست” نشرت، السبت الماضي، كشفا لوثائق استخباراتية أمريكية سرية تظهر أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، من خلال عمله خلف ظهر إدارة البيت الأبيض بقيادة بايدن، دفع بقوة في وقت سابق من هذا العام لسلسلة موسعة من الهجمات الصاروخية داخل روسيا. وكانت الوثائق جزءا من سلسلة كبيرة لمواد سرية نشرها مجند في القوات الجوية رهن الاحتجاز في الوقت الحالي.
وقد قال مسؤول كبير في إدارة بايدن تعليقا على كشف المستندات الجديدة، وفقا لهيرش، إن زيلينسكي لم ينتهك أبدا تعهده بعدم استخدام الأسلحة الأمريكية مطلقا لضرب أهداف داخل روسيا. ومن وجهة نظر البيت الأبيض، لا يستطيع زيلينسكي أن يرتكب أي خطأ من هذا النوع.
ويشير هيرش إلى أنه قد لا تكون رغبة زيلينسكي في نقل الحرب إلى روسيا واضحة للرئيس الأمريكي وكبار مساعدي السياسة الخارجية في البيت الأبيض، ولكنها واضحة بالنسبة لمجتمع الاستخبارات الأمريكية، الذين يجدون صعوبة في الحصول على فرصة للإدلاء بمعلوماتهم الاستخباراتية وتقديراتهم إلى المكتب البيضاوي.
في الوقت نفسه تتواصل المذابح في أرتيوموفسك (باخموت الأوكرانية)، بحسب هيرش، والتي تشبه في “حماقتها، إن لم يكن بالأعداد، مذابح فردان والسوم خلال الحرب العالمية الثانية”، فيما “لا يبدي المسؤولون عن حرب اليوم في موسكو وكييف وواشنطن أي اهتمام حتى بمحادثات وقف إطلاق النار المؤقت التي يمكن أن تكون بمثابة مقدمة لشيء دائم”، على حد تعبير هيرش.
ويتابع هيرش أن هناك “شيئا آخر يطبخ” كما يعرف البعض في مجتمع الاستخبارات الأمريكية، وقد أبلغوا عنه سرا، بتحريض من المسؤولين الحكوميين على مستويات مختلفة في بولندا وهنغاريا وليتوانيا وإستونيا والتشيك ولاتفيا، وهي دول كلها حليفة لأوكرانيا وأعداء معلنون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويؤكد هيرش على أن هذه المجموعة بقيادة بولندا “لم تعد قيادتها تخشى الجيش الروسي”، إلا أنها حثت زيلينسكي بهدوء على “إيجاد طريقة لإنهاء الحرب، ولو حتى عن طريق الاستقالة إذا لزم الأمر، والسماح ببدء عملية إعادة بناء أمته”.
يشير هيرش إلى أن زيلينسكي “لا يتزحزح” عن موقفه، بحسب تسريبات وبيانات أخرى معروفة داخل وكالة الاستخبارات المركزية، لكنه “بدأ يفقد الدعم الخاص من جيرانه”.