بمشاركة فلسطين، بدأت “اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان”، أعمال دورتها العادية الـ52 بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ومثل دولة فلسطين في الاجتماع الذي عُقد برئاسة مساعد وزير الخارجية الكويت طلال المطيري “رئيس اللجنة”، وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية المعنية في الدول الأعضاء، والجهات المعنية في منظومة العمل العربي المشترك، والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدني المتمتعة بصفة مراقب، رئيس وحدة حقوق الإنسان بوزارة العدل المستشار مجدي الحردان، والملحق الدبلوماسي ماهر مسعود من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.
وتناقش اللجنة على مدى 3 أيام مشروع جدول أعمال يتضمن 12 بندا منها: التصدي للانتهاكات والممارسات الإسرائيلية العنصرية في الأراضي العربية المحتلة، وبند حول الأسرى والمعتقلين العرب في السجون الإسـرائيلية وجثامين الشهداء الفلسطينين والعرب المحتجزين لدى سلطات الاحتلال في مقابر الأرقام، وكيفية حماية الفطرة السليمة والقيم الإنسانية النبيلة عبر صد مفاهيم دخيلة على مجتمعنا العربي تمس قدسية مؤسسة الأسرة والزواج بين ذكر وأنثى، بالإضافة إلى عدد من البنود والمقترحات.
وشهدت أعمال الدورة للجنة مداخلة مسجلة “عن بعد” لمقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967 فرانسيسكا ألبانيز.
وقالت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية هيفاء أبو غزالة، إن التحديات في قضايا حقوق الإنسان متعددة ومتنوعة ودقيقة، فمنها ما يمس ديننا، ومنها ما يمس أمننا واستقرارنا، ومنها ما يمس قيمنا المجتمعية ولا خيار أمامنا سوى العمل الجاد.
وأضافت، أن الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال محروم من أرضه وإنسانيته وأبسط حقوقه، مشددة على أن مجابهة ما نشهده من تحديات يقتضي مضاعفة الجهد ووحدة الصف، وتوحيد الكلمة، وتعزيز التعاون والتشبيك، وإيلاء الأهمية القصوى للتدريب وبناء القدرات.
وقالت أبو غزالة، إن برنامج عمل هذه الدورة يتضمن عرض كلمة مسجلة لمقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، واختيار شعار اليوم العربي لحقوق الإنسان لعام 2024، ومتابعة الأنشطة المزمع عقدها بمناسبة مرور (75) عاما على اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و(20) سنة على اعتماد الميثاق العربي.
من جانبه، قال السفير المطيري: إن اجتماع اليوم يُعقد وقد مرت 55 عاما على إنشاء اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، وهذا يلقي على عاتق أعضاء اللجنة مسؤولية تعزيز المرجعيات والحفاظ على المكتسبات، وتنسيق المواقف والنهوض بالشراكات، وتوحيد الصف والتصدي للتحديات.
وتابع: “نلتقي اليوم، والمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ودنسوا باحاته، فإننا نلتقي والاعتداءات على القرى الفلسطينية متواصلة، ومشاعر الكراهية الدينية تتزايد على نحو مقلق، وأطفالنا عرضة لما من شأنه المساس بقدسية مؤسسة الأسرة”.
وقال المطيري: “لا شك في أن جدول أعمال دورتنا يترجم مختلف شواغلنا، ففلسطين كانت وما زالت وستظل أولوية الأولويات في ظل ما تشهده من انتهاكات متواصلة على يد القوة القائمة بالاحتلال، فلا بد أن ينتهي فورا هذا الاحتلال للأرض الفلسطينية، وأن تفرج فوراً عن جميع المعتقلين وجثامين الشهداء”.
ومن المقرر أن تُرفع التوصيات الصادرة عن اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان في دورتها العادية (52) إلى الدورة العادية القادمة (160) لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، للنظر في اعتمادها (أيلول/ سبتمبر 2023).