روّجت الحكومة الإسرائيلية في الأيام الماضية أنباء كاذبة حول خطة خمسية تتعلق بالقدس الشرقية المحتلة وأنه كان من المقرر أن تصادق عليها خلال اجتماعها الأسبوعي، أمس الأحد، لكن مصادقة كهذه لم تحدث بسبب معارضتها من جانب وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزراء آخرين ستمول وزاراتهم الخطة، حسبما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الإثنين.
وصادقت الحكومة، أمس، خلال اجتماعها الذي عقدته في أنفاق تحت باحة حائط البراق، على قرارات لتمويل مشاريع استيطانية وجمعيات استيطانية في القدس المحتلة، بينما جرت المصادقة على الخطة الخمسية “في إطار مبدئي”، وفقا للصحيفة.
ووضعت الخطة الخمسية للقدس المحتلة طواقم في وزارة شؤون القدس وبلدية القدس و”الشركة الحكومية لتطوير القدس الشرقية” و”معهد القدس لدراسة السياسات” اليميني.
إلا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، مثل جميع الحكومات الإسرائيلية السابقة، لم تعتزم فعلا برصد ميزانية لخطة كهذه، خاصة أنها جاءت لتستبدل خطة خمسية سابقة سينتهي سريانها في نهاية العام الحالي. كما أنه تم رصد ميزانية للخطة الخمسية الجديدة بمبلغ 4 مليارات شيكل، تقلصت لثلاثة مليارات، ثم إلى 2.1 مليار شيكل حسب الصيغة التي طُرحت على الحكومة أمس.
وبين القضايا التي تناولتها الخطة التي رفضت الحكومة الإسرائيلية المصادقة عليها، كانت في مجل التعليم والتعليم العالي والبنية التحتية والحيز العام وتسجيل الأراضي. وتعاني القدس منذ احتلالها من إهمال شديد. كما أن الخطة لا تتطرق إلى أحد أكثر القضايا أهمية وحساسية وهي قضية البناء وهدم المنازل بحجة البناء بدون تصريح، ورفض سلطات الاحتلال إصدار تصاريح كهذه، في إطار سياسة تهجير الفلسطينية من المدينة.
وجرى تعميم مسودة هذه الخطة الخمسية على الوزارات يوم الخميس الماضي، وأثار النشر عنها احتجاج عدد من الوزارات التي لم تكن تعلم بوجود الخطة، وادعت أن الخطة ستؤدي إلى تقليص في ميزانيات وزاراتهم من دون تنسيق مسبق معهم. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في إحدى الوزارات قوله إنه “كان واضح أن الوزراء لن يوافقوا على هذه الخطة”.
وقالت مصادر كانت ضالعة في وضع هذه الخطة إنه جرى تحذيرهم، في نهاية الأسبوع الماضي، من أن سموتريتش يرفض البنود في الخطة المتعلقة بتشجيع التعليم العالي للفلسطينيين في القدس. وتفيد المعطيات بأنه خلال السنوات الخمس الماضية ارتفع عدد الطلاب الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية ثلاث مرات تقريبا.
وتقرر مساء أول من أمس، السبت، في أعقاب مداولات بين الوزارات، التي رفضت المصادقة عليها، طرح الخطة الخمسية في اجتماع الحكومة، أمس، من أجل المصادقة على إطار الخطة، ومن دون الدخول في تفاصيلها. وقالت مصادر حكومية إن تأجيل المصادقة على الخطة سيلحق ضررا بالغا فيها.