قررت الشرطة الإسرائيلية تفكيك شعبة مكافحة الجريمة في المجتمع العربي (“سيف”)، التي أقيمت قبل سنة ونصف السنة، وإخضاع وحدات هذه الشعبة لشعبة جديد لم تتم إقامتها حتى الآن. ويأتي هذا القرار بالرغم من الارتفاع الكبير في عدد جرائم القتل في المجتمع العربي والذي بلغ منذ مطلع العام الحالي ولغاية اليوم 22 جريمة قتل، أي حوالي ضعف عدد جرائم القتل في المجتمع العربي التي ارتكبت في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأعطى المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، ضوءا أخضر لخطة يجري نسجها حاليا في شعبة التخطيط في الشرطة، وتقضي بتفكيك شعبة محاربة الجريمة في المجتمع العربي وتحويلها إلى “لواء عربي” يخضع لشعبة سيطلق عليها تسمية “شعبة الجاليات”، وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الأربعاء.
كذلك تخطط الشرطة لنقل دائرة الميديا لشعبة “سيف” إلى الدائرة الإعلامية في الشرطة. وقرر شبتاي تعيين ضابطة الشرطة، سيغال طولدو، قائدة لـ”شعبة الجاليات”.
وكان شبتاي قد أعلن لدى إقامة شعبة “سيف”، في آب/أغسطس العام 2021، أن “هدف هذه الشعبة هو إعادة الأمن إلى شوارع المدن والقرى” العربية. إلا أن الشرطة لم تحقق هذا الهدف وحتى أنها بعيدة جدا عن تحقيقه.
فخلال العام 2022، بلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي، 109 قتلى بينهم 12 امرأة؛ وفي العام 2021، تم توثيق أكثر من 111 جريمة قتل في حصيلة قياسية غير مسبوقة.
وفشلت شعبة “سيف” بتنفيذ مهمتها بسبب عدم وجود قدرة حقيقية لديها في العمل الميداني وبسبب انعدام الوضوح حيال حدود منطقتها في موازاة قوات الشرطة في المناطق الأخرى. وتلقت شعبة “سيف” ضربة في أعقاب كشف توثيق مصور لقائدها، جمال حكروش، عندما قفز فوق جثة قتيل وفرّ من موقع الجريمة. وحل مكان حكروش في قيادة “سيف” ضابط الشرطة نتان بوزنا، الذي يفتقر للخبرة في العلاقة مع المجتمع العربي، وفقا للصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في الشرطة قوله إنه “تمخض الجبل فولد فأرا. وهذه الشعبة هي قصة فشل معلن، لأنه لم يتم تنسيق خطواتها مع شعبة التحقيقات والمباحث ولا مع مناطق الشرطة، وكانت من دون قدرة حقيقية للعمل ميدانيا. وفي الخلاصة كانت هذه الشعبة مكانا آخر لترقية مقربين. فقد كانت شعبة لتوظيفات في مناصب رفيعة بينما المناطق الأخرى كانت تستصرخ مطالبة بإشغال وظائف فيها”.ووفقا لمصادر في الشرطة، فإنه منذ بدء ولاية وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، طرأ تباطؤ كبيرا في العمل في حملة “مسار آمن”، وهو التسمية التي منحتها الشرطة لمداولات أسبوعية مشتركة لجميع أجهزة إنفاذ القانون. وأضافت المصادر أنه منذئذ لم يكن هناك مسؤول واحد يقود المداولات، والعلاقة بين الوزارة ورؤساء سلطات محلية في المجتمع العربي توقفت كليا، على ما يبدو بسبب عنصرية بن غفير.
وتنسب الشرطة سبب تزايد جرائم القتل إلى صراعات متصاعدة على السيطرة بين المنظمات الإجرامية في المجتمع العربي. إلا أن الصحيفة نقلت عن مركز مكافحة العنف والجريمة في لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، محمود نصار، قوله إنه “منذ تولي بن غفير منصبه، هو يصرح ربما أنه يولي اهتماما بالجريمة في المجتمع العربي، لكن لا توجد لديه أي خطة منتظمة وهو منشغل بمواجهات مع الشرطة، وفي مظاهرات متعلقة بأمور أخرى ربما تهم جمهور ناخبيه. وهذه الأجواء تجعل الشرطة تتباطأ حيال ما يحدث في المجتمع العربي… فلا يوجد ردع ولا فك رموز جرائم. وتدرك المنظمات الإجرامية فورا أنها غير موجودة على رادار الشرطة، المنشغلة الآن بهدم منازل ومظاهرات”.