أعلنت الشرطة الإسرائيلية، مساء يوم، الأربعاء، اعتقال الشاب سمير بكري (32 عاما)، الذي تعتبره هدفا مركزيا في إطار محاربة الجريمة المنظمة في المجتمع العربي الذي شهد منذ مطلع العام الجاري، مقتل أكثر من 152 شخصا في جرائم مختلفة.
وقالت الشرطة إن عملية اعتقال بكري نفذت بواسطة قوات خاصة تابعة للوحدة المركزية في بلدة بسمة طبعون بمنطقة الشمال، وشملت إلقاء القبض على شخص آخر من سكان الناصرة، وصفته بأنه “نائب” بكري في قيادة تنظيم إجرامي.
ويأتي الإعلان عن اعتقال بكري بعد مطاردة استمرت لأشهر، شملت تثبيت صور له تحت عنوان “مطلوب”، في لافتات دعت الشرطة من خلالها الأهالي للتعاون في عملية تحديد مكانه وإلقاء القبض عليه.
وتنسب الشرطة لبكري تَزَعُّم تنظيم إجرامي متورط بعدة جرائم قتل؛ ووفقا للتقديرات، فإنه سيخضع لتحقيق الشرطة بملفات قتل ارتكبت في إطار النزاعات بين المنظمات الإجرامية التي تنشط في المجتمع العربي.
وجاء في بيان صدر عن الشرطة أن بكري مطارد منذ “أربعة أشهر بشبهة تورطه بجرائم إتاوة وقتل وعنف”. وقالت إنه حاول الهرب من قواتها التي اقتحمت مجمعا في بسمة طبعون، وأضافت أنه “تم اعتقاله بعد مطاردة في أزقة البلدة”.
المركبة المستخدمة في جريمة مجدو
وأوضحت الشرطة أنه “تم اعتقال نائب بكري في المجمع (الذي تم اقتحامه) وتم الاستيلاء على سيارة جيب روبيكون، التي يشتبه في أنها استخدمت أمس (الثلاثاء) لارتكاب جريمة القتل بالقرب من مفترق مجدو”.
وأمس، الثلاثاء، قتل الشاب عبد اللطيف زيتون (30 عاما) من بلدة نحف، من جراء تعرضه لإطلاق نار قرب مفرق مجدو، شمال أم الفحم. وقالت الشرطة إن الجريمة وقعت على خلفية نزاع بين منظمات إجرامية.
واعتبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أن اعتقال بكري “خطوة مهمة في المعركة التي تخوضها الشرطة الإسرائيلية ضد منظمات الجريمة”، وادعى أن مكافحة الجريمة المنظمة على رأس سلم أولويات وزارته.
وقال إنه “أصدر توجيهات للشرطة” في هذا الشأن، وأضاف “آمل ألا تطلق المحكمة سراح هؤلاء المجرمين إلى الشارع مرة أخرى”، مشيدا بأنشطة الشرطة ضد منظمات الإجرام في المجتمع العربي.
وكانت الشرطة قد أعلنت قبل نحو أسبوع، الكشف عن نفق تحت الأرض في مدينة الناصرة، يشتبه بأنه يستخدم لتخزين الأسلحة التابعة لمنظمة إجرامية ويشكل مخبأً للمجرمين، و”عثر داخله على ذخيرة وأغراض أخرى”.
وقالت إن حجم النفق “يزيد عن عشرات الأمتار”، وينقسم إلى “3 غرف مشتبهة بأنها تشكل مخبأً لمنظمة إجرامية اختبأ عناصرها فيها خلال أنشطة تفتيش قامت بها الشرطة في مدينة الناصرة وتمت تخبئة الأسلحة بداخلها”.
وأشارت مصادر محلية إلى أن النفق مرتبط بأنشطة المنظمة التي يتزعمها سمير بكري.
وأودى النزاع بين منظمتين إجراميتين تنشطان في المجتمع العربي، بحياة أكثر من 30 شخصا خلال عام، بعضهم من الأبرياء.
وفي كثير من الحالات، أسفر النزاع عن مقتل أشخاص لا علاقة لهم بعالم الإجرام، وذلك لصلاة القرابة التي تجمعهم ببعض المتورطين في الجريمة المنظمة.
وارتفع عدد ضحايا جرائم القتل التي ارتكبت في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري ولغاية الآن، إلى 152 قتيلا، وهي حصيلة قياسية غير مسبوقة مقارنة بالسنوات السابقة.
وبلغت حصيلة ضحايا العام الماضي 109 قتلى، بينما جرى توثيق أكثر من 111 جريمة قتل في العام 2021. ومنذ مطلع شهر آب/ أغسطس الجاري، قتل 22 شخصا في جرائم إطلاق نار ارتكبت في المجتمع العربي.
وتحولت جرائم القتل في المجتمع العربي إلى أمر معتاد خلال السنوات الماضية، في ظل تقاعس الشرطة عن القيام بدورها للقضاء على الجريمة المنظمة، وسط مؤشرات على تواطؤ أجهزة الأمن الإسرائيلية مع منظمات الإجرام.
يأتي ذلك، وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في الربا والسوق السوداء، وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.