الأول من نوعه منذ 24 عاماً… أكبر مركب صيد بـ”صناعة فلسطينية” يحتضن مياه بحر غزة

الأول من نوعه منذ 24 عاماً، وبصناعته منذ عام 2012، مركب كبير بصناعة فلسطينية غزاوية بحتة يبحر في مياه البحر بعد عام ونصف من التجهيز.

 

خالد محمد عدوان من خانيونس، المقاول الذي اشتغل مشروع أكبر مركب في قطاع غزة، والذي تحدث مع “أمد للإعلام”، عن تفاصيله.

ويقول المقاول الغزي  إنّ “المركب صنع من خشب أشجار الكينيا التي تزرع في الشوارع، حيثّ تمت صناعة قفص اللنش في البداية، ومن ثم تم شراء خشب الألواح لاستكمال صناعة باقي المركب الكبير.

ويضيف، حول مرحلة الحديد وهي أصعب مرحلة، لأنّ العديد من المواد المختصة بهذا العمل كانت مفقودة في قطاع غزة، بسبب منع سلطات الاحتلال من إدخال أي معدات للصيادين، بالإضافة إلى ماتور المركب والأعمدة وغيرها حتى تتحمل البحر.

وأكمل حديثه، أنّ مساحة المركب الكبير تبلغ 21 متراً طولاً و6 أمتار عرضاً بارتفاع 8 أمتار، وبتكلفة (350-400) ألف دولار.

 

وأضاف، أنّ هذا المركب تمت صناعته بتمويل أندونسي حيثُ تم دفع ثلث المبلغ المرصود له، بعقد مع المؤسسة التي للأسف تم قفلها من الحكومة الأندونيسية بحجة تحويل أموال إلى غزة وتوقف إمداد الأموال لاستكمال هذا المشروع، وحينها أصريت على المضي قدماً لأكمل صناعة هذا المشروع من مالي الشخصي، على أمل أن يتم إعطاءنا باقي الأموال من المؤسسة.

أول لنش جر منذ 26 عاماً..

الناشط في مجال الصيادين زكريا بكر قال ، إنّ هذا الانجاز هو أول “لنش جر” في غزة منذ 26 عاماً، وأول مركب يصنع في القطاع بشكل عام منذ عام 2012.

وقال، إنّ “هذا المركب أشرف عليه مقاول يعمل في التجارة، وهذا سبب في نجاح وإكمال صناعته، بسبب الإغلاق والحصار المفروض على قطاع غزة والاستيراد والتصدير”.

 

وشدد، أنّ الانتهاء من صناعة هذا اللنش يؤكد على عدة عناوين منها:-

1-قضية الصيادين الفلسطينيين أصبحت قضية قوية، والعالم بأسره يتعاطف مع صيادي قطاع غزة.

2- هذا المركب يحاول إظهار الحصار بكل أشكاله، ويؤكد أنه ما زال لدى الشعب الفلسطيني إرادة قوية تؤكد، أنّ شبابنا الفلسطيني وشعبنا حي ويصنع المعجزات والأمل

3- من خلال هذا المركب يؤكد الصيادون أنهم لم ولن يستسلموا للحصار المفروض على قطاع غزة.

4- يؤكد انشاء هذا المركب على ضرورة ملحة وهي توفير حماية دولية للصيادين ورفع الحصار البري والبحري عنه.

سيستوعب (17) عاملاً بالإضافة إلى ريّس المركب ونائبه

وأوضح بكر، أنّ مهنة الصيد ليس أي انسان يستطيع العمل بها، ومن غير الممكن أن يأتي أحد من مهنة أخرى للعمل في هذا اللنش، فسيكون العمل لصيادين مهرة يعملون داخل البحر ويعرفون جيداً مهنة الصيد.

وشدد، أنّ الصيد مهنة متوارثة أجيال تسلم أجيال، ويفضل من يقوده (2-3) من نفس البيت، وباقي العاملين من الصيادين، لأنه يحتاج إلى وردتي عمل داخل البحر، وعلى أن يكون نائب الريس ايضاً من نفس الدائرة، ويضم حوالي 17 عاملاً.

ونوه، أنّ قطاع غزة بحاجة إلى 20 ألف طن سنوياً من الأسماك، مصيفاً بالتقدير سينتج هذا المركب سنوياً من (1400-1500) طن في كل عام.

 

معيقات ساخنة

وتابع صانع المركب ، أنّنا “عملنا المستحيل من أجل إخراج هذا المركب بأحسن صورة في الشرق الأوسط”.

وشدد حول المعوقات التي تعرض لها صناعة المركب، هو عدم توفر الأخشاب في قطاع غزة بسبب إغلاق المعابر والحصار.

ونوه، إلى أنه تم إبحار المركب من ميناء خانيونس إلى قطاع غزة، تجريبياً ليتم وضع شباك الصيد حتى يتم معالجة وتصويب الخلل إن وجد.

وحول شعوره، تحدث المقاول بطريقة التعب الممزوجة بالفرح لهذا الانجاز الكبير بصناعة مركب مميز للصيد في الشرق الأوسط كما قال.

اذن.. يحاول الغزيون بعقولهم الخروج من مأزق الحصار، لإنهاء معاناتهم ولو بأقل القليل، انجازات كثير تسجل في تاريخهم المأساوي القاهر الذي يتعرضون له وسط كبح جماح الانكسار والخضوع للمحتل الإسرائيلي.