الأسير محمد صبحي تحدى المؤبد بحصاده 3 شهادات جامعية

تحدي الأسير محمد صبحي، السجن وظروف الاعتقال والحكم والمرض، باستثمار وقته ورحلة اعتقاله، بالمطالعة والدراسة والكتابة، فحقق النجاح بالثانوية العامة وتخرج بعدة شهادات جامعية وأصدر العديد من الكتب، وتتمنى والدته، حريته وعودته لأحضانها قريباً، رغم الحكم عليه بالسجن المؤبد إضافة لـ15 عاماً.

وتقول: “واصل ابني الحبيب ممارسة حياته الطبيعية خلف القضبان بتحدي السجن والمرض، وفي البداية حصل على دبلوم خدمة اجتماعية من جامعة الأقصى، وتابع حتى تخرج بشهادة البكالوريوس من جامعة الأقصى بتخصص التاريخ، ثم بكالوريوس من جامعة أبو ديس تخصص علوم سياسية”.

وتضيف: “بمعنوياته وإرادته وعشقه للحياة والجرية، حصل خلال زمن قياسي على 3 شهادات جامعية وحالياً يحضر للماجستير إن شاء الله”.


بعدما قضى 22 عاماً في سجون الاحتلال، تصلي الوالدة الصابرة، ليل نهار ليكون العام الأخير لبكرها الغالي، والفرح بحريته وزفافه قريباً.

وقالت: “منذ اعتقاله، لم نشعر بطعم فرحة أو مناسبة سعيدة يوماً، الاحتلال اعتقل فرحتي وكل حياتنا، وأصبحنا رهائن مع محمد الأحب لقلوبنا جميعاً، فهو البكر والغالي ونبض القلب، وسأبقى حزينة حتى أعانقه وأفرح بحريته وزفافه”.

في مخيم جنين، ولد محمد ونشأ وتعلم حتى انتقلت عائلته واستقرت في المدينة، هناك تابع حياته كما تروي والدته، أنهى الثانوية العامة بنجاح ثم انتسب لجامعة بوليتكنك فلسطين في الخليل، اعتقله الاحتلال لأول مرة عام 1999، بعد أن كان قد أنهى السنة الأولى من دراسته، وحوكم بالسجن لمدة عام ونصف.

وتضيف: “عندما اندلعت انتفاضة الأقصى، انضم لسرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، وقاوم الاحتلال ونجا من عدة محاولات اغتيال حتى اعتقل في تاريخ 28/7/2002، من واد برقين خلال كمين نصبته قوات إسرائيلية خاصة بعدما كان مطارداً لمدة عام”.

وتكمل: “عاقبنا الاحتلال بهدم منزلنا في 30/7/2002، ونقل محمد لمركز تحقيق “الجلمة”، وتعرض لتحقيق صعب على مدار لمدة 100 يوم، علماً أنه كان يعاني من إصابة في يده قبل اعتقاله، وخلال التحقيق معه استغل المحققون الإصابة إضافة إلى ممارسة التعذيب الجسدي والنفسي بحقه”.

وتتابع: “حوكم محمد بالسجن المؤبد و(15) عاماً، وعاقبونا بمنع زيارته لمدة أربعة أعوام، ورغم المعاناة صمدنا وتحملنا، وننتظر على أحر من الجمر يوم حريته وكسر القيد”.

بفخر واعتزاز، تحدثت أم محمد عن بطولاته خلف القضبان والتي تمكن خلالها، من تحدي الاحتلال بالتعليم، كما تمكن من إتقان اللغتين الإنجليزية والعبرية/ بالإضافة إلى إتقانه اللغة العربية، ونشرت له دار الشهيد نعمان طحاينة للنشر والتوزيع ومؤسسة مهجة القدس، كتابين يوثق كل واحد فيهم قصة 42 أسيرًا خلف القضبان ويحمل اسم (درب الصادقين) حكايات جهادية من بطولات المقاومة الفلسطينية وهو عبارة عن ثلاث أجزاء.

في سجن رامون الصحراوي، يقبع محمد، وتقول والدته: “ننتظر موعد زيارته على أحر من الجمر، وعندما أراه أعيش طعم السعادة، وأرفع معنوياته، لكنه أقوى منا بصموده وصبره وبطولاته”.

وتضيف: “سرق الاحتلال أفراحنا حتى بالمناسبات السعيدة، فقد تزوجت شقيقتيه آلاء ومجدولين شقيقه أحمد وأصبح ولديهم أطفال، في منزلنا 12 حفيد، لا يعرفهم عمهم وخالهم إلا من خلال الصور .. فإلى متى يستمر هذا الظلم والمعاناة؟”.