الأحزاب الحريدية تمتنع عن المشاركة بمظاهرة اليمين الداعمة لإضعاف القضاء

تنظم حركات اليمين الإسرائيلي قبالة الكنيست مساء اليوم، الخميس، مظاهرة تأييد لخطة “الإصلاح القضائي التي تدفعها حكومة بنيامين نتنياهو بهدف إضعاف جهاز القضاء. وتسعى حركات اليمين، وهي “إم تيرتسو” “عاد كان” (حتى هنا) و”سيادة الآن”، إلى حشد عدد كبير من المتظاهرين وتطلق عليها “مظاهرة المليون”.

وحاول المنظمون إقناع حاخامات الحريديين بالانضمام إلى المظاهرة، من خلال دعوة طلاب المعاهد الدينية (ييشيفوت) بالمشاركة فيها. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن هذه المحاولة لم تنجح، وأن حاخامات حزبي شاس و”يهدوت هتوراة” قرروا الامتناع عن الدعوة للمشاركة في المظاهرة.

وقرر حزب “ديغِل هتوراة” عدم المشاركة في المظاهرة، وعبر عن ذلك من خلال افتتاحية صحيفته “ييتِد نئمان”، الصادرة اليوم. وجاء في الافتتاحية “أننا نسير مع اليمين بشكل واضح بإيعاز من حاخاماتنا، لكننا لا ننتمي ولن نخرج إلى معركة مشتركة. ونحن نؤيد الإصلاح القضائي وضد سيطرة الإرهاب الليبرالي بصورة ديكتاتورية على حياة الشعب. لكن الحريدي سيبعد قدمه عن هذه المعركة”.

 

وتشير التقديرات إلى أن الحاخامات قرروا عدم الدعوة إلى التظاهر بهدف منع مئات آلاف طلاب الييشيفوت من المشاركة في المظاهرة، رغم أن مجموعات حريدية ستشارك فيها. فقد أصدر الحاخام الحريدي البارز، مئير مازوز، بيان دعم للمظاهرة التي وصفها بـ”مهرجان السلام”. كذلك أعلن حاخامات في الصهيونية الدينية ورؤساء كليات تحضيرية عسكرية دينية أنهم يشجعون جمهورهم على المشاركة في المظاهرة.

ويتوقع أن يشارك في المظاهرة وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف، بينهم وزير القضاء، ياريف ليفين، ورئيس لجنة القانون والدستور في الكنيست، سيمحا روتمان، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير.

وكتب ليفين في حساباته في الشبكات الاجتماعية أنه “سنصعد جميعا إلى القدس كي نقف بين مقر الكنيست ومبنى المحكمة العليا والقول بقوة لا مثيل لها: ’الشعب يطالب بإصلاح قضائي’. صوتنا يستحق ذلك والتفويض الذي حصلت عليه حكومة اليمين يجب أن يُنفذ. وسأكون هناك وأدعو الجميع إلى عدم البقاء في البيت”.

ولا يتوقع منظمو المظاهرة مشاركة مليون شخص فيها، ونقلت صحيفة “هآرتس” عن أحدهم قوله إن “هذا ليس مهما، ويكفي أن يشارك مئات الآلاف. وإذا تم إطلاق صرخة قوية، بحيث تشكل مواجهة لمظاهرات اليسار، فسنكون قد حققنا الهدف”.

وعمم منظمو المظاهرة مناشير لدى مؤيديهم، في الأيام الأخيرة، وتضمنت رسائل بحسب جمهور الهدف. وجاء في المناشير الموجهة لناخبي حزب الليكود أنه “عندما تكون المحكمة العليا في الحكم – يحيكون ملفات”، في إشارة إلى الاتهامات ضد نتنياهو. وبحسب مناشير موجهة للمستوطنين، فإنه “عندما تكون المحكمة العليا في الحكم – يهدمون بيوت اليهود” في إشارة إلى إخلاء بؤر استيطانية عشوائية.

وجاء في المنشورات الموجه إلى سكان جنوب تل أبيب الذين يطالبون بطرد طالبي اللجوء الأفارقة أنه “عندما تكون المحكمة العليا في الحكم – يصبح المتسللون أهم من سكان جنوب تل أبيب”. وقالت المنشورات الموجهة إلى الحريديين أن معارضي “الإصلاح القضائي” قاموا “بسرقة” أصوات ناخبي الائتلاف.

ويتوقع أن يكون حجم المظاهرة وفقا لمدى استجابة ناخبي شاس و”يهدوت هتوراة”. وجاء في افتتاحية صحيفة “ييتِد نئمان” أن “من يشارك في مظاهرة اليمين لا ينتمي إلى جمهورنا. وهو ليس منا. نقطة”.