عندما يأتي ذكر الكويت، يخطر على البال 3 أبراج شاهقة بتصميم فريد تعلوه كرات ضخمة على غرابتها، نجح في أن يكون علامة مسجلة للبلاد.
فإلى جانب العديد من المباني وناطحات السحاب الشاهقة الارتفاع التي تتميز بها الكويت العاصمة، تتألق أبراج الكويت بموقعها المميز في أقصى شمال شرقيّ المدينة، بإطلالةٍ ساحرة على شاطئ الخليج العربي، جعلت منها أحد أبرز المراكز السياحية والترفيهية في البلاد.
افتتحت أبراج الكويت رسميًا في مارس/آذار عام 1979 وهي عبارة عن 3 أبراج: برج رئيسي يبلغ ارتفاعه 187 مترًا، وبرج أوسط (147 مترًا) والبرج الأصغر (113 مترًا)، بينما تبلغ قاعدة كل برج 20 مترًا و12 مترًا و8 أمتار على التوالي.
تمثل الأبراج قيمةً اقتصادية كبيرة، وتعدّ تحفةً معمارية استغرق بناؤها حوالي 5 سنوات، ويتوافد عليها يوميًا السياح العرب والأجانب لإلقاء نظرة من أعلى على جغرافية الكويت وشواطئها، باعتبارها ثاني أطول بناء في دولة الكويت.
معلم سياحي بارز
تأسست الأبراج بادئ الأمر لتكون خزانات للمياه اعتمادًا على ضخامة حجمها، لكنها مع مرور الوقت صارت معلمًا سياحيًا بارزًا يطلّ على أرجاء المدينة من ارتفاع يقرب من 200 متر، حيث تتيح للزوار تناول أشهى الوجبات في المطاعم المتوفرة فيه إلى جانب الأنشطة الترفيهية.
تعلو البرج الرئيسي كُرتان كبيرتان، إحداهما الكرة العليا وهي كرة كاشفة تدور دورة كاملة حول نفسها كل 30 دقيقة، ويمكن للزوار الوصول إلى أعلى البرج بواسطة مصعدين سريعين.
ورغم عمرها الذي يتجاوز أربعين عامًا، قام المشرفون على المباني الشهيرة بإضفاء لمسات التطوّر والعصرية على المعلم الفريد من خلال تزويده بأحدث تقنيات الإضاءة.
إذ تتم إنارة الأبراج بألوان متنوعة ومتعددة حسب كل مناسبة عالمية، سواء كانت شعارات أو أعلام لكل دول العالم تقريبًا، وتعتمد الإضاءة على كشّافات قوية يقدّر عددها بـ 100 كشّاف ضوئي متعدّد الألوان.
رموز تراثية
تعتبر الأبراج مركزًا مثاليًا لمحبّي التصوير من أعلى، بما توفّره من إطلالة بانورامية واسعة تأخذ عدسة المصوّر إلى أقصى امتداد لمجال رؤيته، إلى جانب الحدائق الجميلة التي تحتضن الأبراج من قواعدها.
بالنسبة لكثير من الكويتيين، تجسّد الأبراج الثلاثة حالةً من الشعور الوطنيّ الجامع وبخاصة خلال فترة الأعياد الوطنية، عندما تضاء بألوان علم الكويت وصور قادة البلد والمعالم التي يشتهر بها البلد.
وتماشيًا مع شعبيّتها، بُذل جهدٌ جماعي بين الوزارات المختصة في محاولة لإدراج أبراج الكويت ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي، نظرًا لقيمتها التراثية والحضارية للدولة الواقعة شمالي الخليج العربي.
ويقول القائمون على الأبراج إن تصميمها المعماريّ استند إلى أشكال تمثل «المبخر» الذي يستخدم لإشعال البخور، و»المرش» أو وعاء رش ماء الورد، و»المكحلة» التي تستخدمها النساء في زينة العيون، وكلها أدوات مستوحاة من ثقافة وتراث الكويت. في عام 1980 نالت أبراج الكويت جائزة آغا خان في العمارة الإسلامية، حيث جاء الاختيار بناءً على دمج الأبراج للتقنيات الحديثة مع القيم الجمالية والخدمات الاجتماعية والاحتياجات الوظيفية في بناء واحد شاهق تصميمه رائع وفريد يمتزج به الفن الإسلامي والحديث في آن واحد.
ونظرًا لأهميتها السياحية والتراثية وقيمتها كمعلمٍ حضاريّ، تخضع أبراج الكويت لصيانة دورية بإشراف من وزارتَي الكهرباء والمياه، لضمان كونها آمنة تمامًا لمن يدخلها. ورغم تضرّرها الشديد جرّاء الغزو العراقي عام 1990 إلا أنها بقيت صامدةً تحكي للناظرين شموخ دولة الكويت، ومثلها مثل كل المعالم العتيقة القادرة على النهوض من كبوتها بمجرد ترميم ما تضرّر من مبانيها التي تسر الناظرين.