اعترافات مذهلة لمتطرف يميني حول دور بن غفير “وزير الفوضى”لتخريب مجمع الأمم المتحدة في القدس

نشر موقع تايم أوف إسرائيل تصريحات يهودي يميني متطرف سابق أصبح مراسلا أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير دفع أموالا لمراهقين في الماضي لتخريب الممتلكات الفلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية.

في مقابلة مع صحيفة “نيويوركر” نُشرت يوم الثلاثاء، قال المصور الصحفي جلعاد ساديه أنه عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، اصطحبه بن غفير إلى مجمع للأمم المتحدة في القدس الشرقية، وأمره باقتحام السياج وإلحاق الضرر بالسيارات بداخله.

وقال إن الأحداث وقعت في أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين في وقت كان فيه بن غفير، البالغ من العمر الآن 46 عاما ورئيس حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، منخرطا بعمق في حركة “كاخ” اليمينية المتطرفة التي أنشأها الحاخام المتطرف مئير كهانا، عضو الكنيست السابق.

كما نشر ساديه تغريدات حول الاعتداء المزعوم على قاعدة الأمم المتحدة، حيث كتب “استخدامي كطفل ومراهق، وقاصرين آخرين من منازل مدمرة أبقى يديه [بن غفير] وأيدي الكهانيين نظيفة، بينما دمروا حياة عدد لا يحصى من الأشخاص الذين يحملون عبئ هذه الملفات [الجنائية] حتى يومنا هذا”.

وقال ساديه، المقيم في أوروبا، للصحيفة أنه كان من المقربين من بن غفير، الذي وصفه بأنه “مثل الأخ الأكبر بالنسبة لي”. وبعد أن رفض أيديولوجيته السابقة، يخشى الآن العودة إلى إسرائيل خوفا من الانتقام المحتمل من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة لتحدثه علانية.

وأشار إلى حادثة وقعت في عام 2001 بعد أن أعلن حزب الله أن لديه شريط فيديو يظهر أسر ثلاثة جنود إسرائيليين قبل عام في مداهمة عابرة للحدود. وكان لدى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة أيضا شريط فيديو يتعلق بالاختطاف، لكنهم لم يقدموا النسخة الأصلية لإسرائيل، مما أثار غضب اليمين الإسرائيلي.

وقال ساديه إن بن غفير طلب منه إحضار قناع تزلج ثم نقله إلى قاعدة للأمم المتحدة في القدس الشرقية. وزعم أن بن غفير، الذي كان يبلغ من العمر 24 عاما وقتها، سلمه قاطعة أسلاك وأشار إلى أين يمكنه اختراق السياج المحيط.

وقال ساديه: “لقد أرسلني لاقتحام قاعدة للأمم المتحدة في القدس وتدمير سياراتهم. كنت في الرابعة عشرة من عمري! كان يمكن أن أُقتل!”

وقال ساديه إنه ثقب إطارات أكبر عدد ممكن من السيارات ورش شعارات مثل “الأمم المتحدة إلى الخارج” و”كاهانا كان على حق” على الجدران. وخرج من الموقع وأخذه بن غفير.

كما قال إن بن غفير كان يدفع له ولغيره من الصبية المراهقين ما يصل إلى 60 دولار مقابل رش شعارات. وادعى ساديه أن بن غفير شجع على ثقب إطارات السيارات وتحطيم الزجاج الأمامي، وهو اتهام أشار التقرير إلى أن بن غفير ينفيه.

ورفض بن غفير إجراء مقابلة مع صحيفة “نيويوركر” لكن مساعديه قالوا إن الاتهامات كاذبة.

وقال ساديه إن التخريب كان يتركز عادة في القدس الشرقية والخليل، لكن في بعض الأحيان كانوا يستخدمون سيارة مستأجرة للتجول في أنحاء الضفة الغربية لقضاء ليل من تخريب الممتلكات.

وذكر التقرير إن ساديه شغّل تسجيلا لرجل وصف بأنه لا يزال مقربا من بن غفير، يؤكد فيه أنه تلقى أيضا أموالا لرش كتابات على الجدران عندما كان مراهقا.

وقال دفير كاريف، وهو عميل سابق في جهاز الأمن العام (الشاباك)، لصحيفة “نيويوركر” إن المتطرفين اليمينيين كانوا يستخدمون المراهقين لهجمات التخريب لأنهم يعلمون أن ذلك يشكل تحديات للشرطة إذا تم القبض عليهم.

“كانوا مدركين تماما أن استجواب قاصر أمر أكثر تعقيدا”، قال كاريف.

وادعى ساديه أن حركة “كاخ” استغلته على وجه الخصوص بطرق أخرى أيضا. عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، أرسله بن غفير ليرش كتابات على تقاطع في القدس ولكن تم القبض عليه.

وخلال تحقيقات الشرطة، اكتشف تاريخا عائليا غير معروف، بما في ذلك أن اسمه لم يكن جلعاد بولاك كما كان يعتقد، وأنه تم تبنيه.

واكتشف لاحقا فيديو لحركة “كاخ” لجمع التبرعات، يظهره كطفل عمره 3 سنوات، يتم تسليمه إلى القائد كاهانا مع الادعاء بأن والده البيولوجي كان فلسطينيا وأن “كاخ” أنقذت الطفل الصغير ووالدته من قرية عربية.

لكن قال ساديه في المقابلة إن والدته اعترفت لاحقا بأن الفيديو والرواية فيه كانت مزيفة. كانت أم عزباء من عائلة يهودية تقليدية ونصحتها والدتها بطلب المساعدة من “كاخ”. ثم أقنعتها المنظمة بصنع الفيديو الترويجي.

وقال ساديه: “لقد استغلوها واستغلوني. (أساليب) هؤلاء الناس متطورة إلى جانب كونها خطيرة. لقد تعلموا كيفية الحفاظ على أيديهم نظيفة مع ترك الأرض المحروقة تحت أقدام الآخرين”.

بن غفير يصف نفسه بأنه تلميذ لكهانا، عضو الكنيست السابق الذي تم حظر حزبه “كاخ” وإعلانه منظمة إرهابية في الثمانينيات من قبل كل من إسرائيل والولايات المتحدة. ومثل الراحل كهانا، أدين بن غفير في الماضي بدعم منظمة إرهابية، رغم أنه يصر على أن آرائه اعتدلت في السنوات الأخيرة.

وعلى الرغم من أنه نأى بنفسه مؤخرا عن آراء كهانا الأكثر عنصرية وتمييزية، فقد أشاد بن غفير بفضائل كهانا وأثنى عليه للعديد من أنشطته.