اضعاف السلطة يتطلب قرارات امنية مهمة غالانت : وحدة ساحات المواجهة تتطلب جهدا كبيرا للمعركة المفتوحة القادمة

تشير التقديرات الرسمية لأجهزة الأمن الإسرائيلية، إلى أن “حزب الله” اللبناني يقف وراء التفجير الذي وقع في مفترق مجدو، شمالي البلاد، في 13 آذار/ مارس الماضي، بحسب ما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم، الخميس.

وكان التفجير في مجدو قد أسفر عن إصابة الشاب شرف خمايسة (22 عامًا)، من بلدة سالم في منطقة وادي عارة، بجروح وصفت بالخطيرة، ولا يزال يتلقى العلاج إثر إصابة تسببت بفقدانه البصر جزئيا.

وبحسب تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإنه لا توجد علاقة بين اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل والدولة اللبنانية، وبين التفجير في مجدو، وهو ما كان قد أشار إليه مسؤولون في حكومة بنيامين نتنياهو.

 

واعتبر نتنياهو ومسؤولون في حكومته أن الاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل لاستغلال ما يُعتقَد أنها كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي في مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط، أثر على معادلة الردع مع “حزب الله”.

ووفقا للتقديرات الأمنية الإسرائيلية، فإن جولة التصعيد الأخيرة، بما في ذلك التفجير في مفترق مجدو، وإطلاق قذائف صاروخية من لبنان وسورية باتجاه مواقع إسرائيلية في أعقاب اعتداءات الاحتلال الأخيرة في الأقصى، غير مرتبطة باتفاق ترسيم الحدود.

 

وبحسب التقديرات الأمنية الإسرائيلية فإن بناء “العائق الأمني” على حدود لبنان الجنوبية “يشكل ضغطًا كبيرًا على ‘حزب الله‘ في حين أن الاحتكاك في المنطقة الحدودية يتزايد منذ بداية العام”.

 

وتشير المعطيات الإسرائيلية إلى تسجيل “250 حادثة احتكاك مع الجيش اللبناني و‘حزب الله‘ منذ بداية العام الجاري، قرب السياج الأمني وخلال عمليات الجيش الإسرائيلي في الجيوب (تسيطر عليها إسرائيل)”.

ومع ذلك، لا تعتقد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن إسرائيل ستواجه حربًا في المستقبل القريب.

وترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه “على الرغم من تنامي جرأة حزب الله وتزايد حوادث الاحتكاك معه ومع الجيش اللبناني، يبدو أنه ليس لدينا ولا للطرف الآخر ما نربحه في هذه المرحلة من الحرب”.

“حقبة أمنية جديدة”

وفي إحاطة أمنية للمراسلين العسكريين في وسائل الإعلام الإسرائيلية، اعتبر وزير الأمن، يوآف غالانت، أننا في “نهاية عصر المواجهات المحدودة”، مشيرا إلى “حقبة أمنية جديدة فيها تهديد حقيقي (لإسرائيل) في جميع الساحات في نفس الوقت”.

وأضاف غالانت أنه “لقد عملنا لسنوات بناء على افتراض أنه يمكن إجراء مواجهات محدودة، لكن هذه ظاهرة آخذة في التلاشي. اليوم، هناك ظاهرة ملحوظة ومتصاعدة لتوحيد الساحات”.

واتهم غالانت إيران بأنها “القوة الدافعة” لذلك عبر توفير “الموارد والأيديولوجيا والمعرفة والتدريب لوكلائها”. وقال إن “الاعتماد المتزايد لجميع الأنظمة على إيران، يجعلها تمد الحدود أمامنا وتتجرأ أكثر” على إسرائيل.

وبسبب التصور الذي يتبلور لدى مسؤولي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بشأن “توحيد الساحات”، فإنهم يخططون لتخصيص عشرات المليارات من الشواكل لتعزيز ميزانية الأمن على مدى السنوات الخمس المقبلة.

“الهجمات الإسرائيلية في سورية تضاعفت”

وذكر غالانت أن “إيران أقرب من أي وقت مضى إلى القدرة النووية العسكرية. في مواجهة هذا التهديد، يجب التصرف بإحدى طريقتين: عمل عسكري أو تهديد عسكري موثوق”، وتابع أن “إيران تشعر بثقة متزايدة بالنفس”.

وأضاف أن إيران تعتبر أن “الغرب مرتدع ويفتقر إلى الأدوات الفعالة ضدها، بينما تنشغل إسرائيل بالتعامل مع وكالاء إيران، فإنها تزداد قوة اقتصاديًا وعسكريًا وهذا يعطيها مجالًا للعمل. هذا شيء يجب أن يسلبنا القدرة على النوم”.

وعن “الجبهة الشمالية”، في إشارة إلى لبنان وسورية، قال غالانت إن إسرائيل تواصل “إلحاق الضرر بشكل منهجي بالأملاك والقدرات الإيرانية في المنطقة. لن نسمح لإيران بإنشاء جيش في سورية، ولن نسمح بأن تحول الجولان إلى لبنان آخر”.

وأضاف أنه “لن نسمح للأراضي السورية بأن تكون نقطة انطلاق لأسلحة متطورة نحو لبنان. نحن نعمل على كل هذا على نطاق واسع. منذ أن توليت منصبي، ضاعفنا معدل الهجمات في سورية في الربع الأول من عام 2023”.

وتابع: “نحن نلحق ضررًا منهجيًا عبر القدرات الاستخباراتية والعسكرية”.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن “حزب الله يتلقى من طهران نحو 700 مليون دولار سنويا، فضلا عن نقل المعرفة والأسلحة الإستراتيجية، فيما تتلقى حماس تمويلا يقدر بنحو 100 مليون دولار سنويا من طهران”.

ووفقا للمزاعم الإسرائيلية فإن طهران “تدفع كذلك عشرات الملايين من الدولارات لحركة ‘الجهاد الإسلامي‘؛ كما أن الميليشيات الموالية لإيران في سورية تتلقى مئات الملايين من الدولارات”.

كما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن “الإيرانيين يمولون رواتب وأسلحة للميليشيات الموالية لها في العراق، فيما تحصل جماعة ‘أنصار الله‘ (الحوثيون) في اليمن أيضًا على تمويل يقدر بمئات الملايين من الدولارات سنويًا”.

وعلى الساحة الفلسطينية، اعتبر غالانت أن “إضعاف السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية يضع إسرائيل أمام قرارات أمنية مهمة”. وأضاف “في الأماكن التي لا تعمل فيها السلطة، نحن ملزمون باتخاذ إجراءات مكثفة مستمرة ومشددة”.