أعلن المركز الفلسطيني للإرشاد، عن إنجاز كافة التحضيرات لعقد المؤتمر الدولي الأول من نوعه على مستوى فلسطين حول الصحة النفسية.
وسيقام المؤتمر يومي الإثنين والثلاثاء القادمين، تحت عنوان “العلاج النفسي، المعالج/ة والعلاقة العلاجية في سياق الاستعمار الإستيطاني الإسرائيلي في فلسطين”.
ويمثل المؤتمر أحد الأدوات الرئيسة التي تبرز حيوية دور المركز، الذي ينشط منذ أربعة عقود في مجال الصحة النفسية، وتقديم خدمات وبرامج علاجية وقائية، فضلا عن نشاطه في مجال بناء القدرات وتنفيذ حملات ضغط ومناصرة شتى.
وتشمل محاور المؤتمر الرئيسة، الصحة النفسية في فلسطين، وكيفية تأثير الاحتلال عليها، وكيف يتجلى الاستعمار في غرفة العلاج أكان مع الفرد أو المعالج/ة النفسي/ة، علاوة على المعايير المهنية التي توجه عمل المعالجين/ات النفسيين/ات في فلسطين، بمعنى من وماذا ينظم عملية العلاج في غياب ميثاق أخلاقي وطني قائم على القانون.
ويسعى المركز من وراء المؤتمر، إلى تسليط الضوء على التجارب المحلية الوطنية، والعالمية التي تداولت قضايا العلاج النفسي، في ظل منظومة استعمارية، بما يشمل تلك التي تخص المعالج النفسي كذات فاعلة في مثل سياق كهذا، والقراءة العيادية للشكوى، علاوة على التركيز بشكل معمق على الأدوات والخبرات التي طورها العاملون والعاملات في هذا المضمار والتحديات التي تواجه خصوصية العمل النفسي العلاجي في فلسطين المحتلة.
ويتطلع المركز إلى أن يشكل المؤتمر، حاضنة للتعلم وتبادل الخبرات، وتصويب توجهات مستقبلية، وذلك دون تغييب جانب من أهداف المؤتمر المتمثلة في الإجابة على جملة من التساؤلات المهمة، مثل مدى امتلاك المعالجين/ات النفسيين/ات لأدوات تأخذ بالاعتبار خصوصية السياق الاجتماعي والسياسي وتحدياته، علاوة على مدى ملاءمة الأدوات العلاجية التي طورت في الغرب أساسا للاستخدام في السياق الفلسطيني.
وقد حرص المركز عبر فريقه الذي أنجز كافة ترتيبات المؤتمر، على تناول ملفات لم يسبق طرحها من قبل، مثل النكبة وتأثيرها العابر للأجيال، والنكبة وتداعياتها النفسية، وآثار هدم المنازل على الأطفال والعائلات الفلسطينية، والآثار النفسية المترتبة على سياسة/عقوبة احتجاز جثامين الشهداء على أسرهم، وشبكات التضامن الدولية للصحة النفسية التي تدعم الشعب الفلسطيني.
وعمد القائمون على المؤتمر، إلى اختيار نخبة من أبرز الخبراء المحليين والعرب والأجانب لتقديم مداخلاتهم في المؤتمر، ومن النماذج الدالة على ذلك مصطفى حجازي، وهو محلل خبير نفسي معروف على المستويين العربي والدولي، ومن أهم كتاباته “سيكولوجية الإنسان المقهور”.
كما تعتبر أورميتابا دوتا المحاضرة في جامعة “ماساشوسيتس” الأمريكية، واحدة من أبرز المشاركين في المؤتمر، علما أنها تنشط في مجال حملات التضامن المتعلقة بالحد من العنف خاصة في بلدها الهند، ولها العديد من الإصدارات المعروفة على المستوى الدولي، إضافة إلى د. ديفيد بيكر الأخصائي النفسي الاكلينيكي، ود. ديفن عطا الله، الأخصائي النفسي الاكلينيكي وهو فلسطيني الأصل يعمل في امريكا، ود. اليزابيت بيرغر، وهي طبيبة نفسية، تخصص أطفال من مدينة “نيويورك” الأمريكية.