أخطرت وزارة العدل الأميركية، وزارة القضاء الإسرائيلية، بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، فتح تحقيقا جنائيا بظروف اغتيال الصحافية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، التي أعدمت برصاص قناص إسرائيلي خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، في أيار/ مايو الماضي.
جاء ذلك بحسب ما أورد موقع “واللا” الإسرائيلي، مساء اليوم، الإثنين، نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة (لم يسمها)؛ وأشار التقرير إلى أن تحقيق الـ”إف بي آي” بأنشطة جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، “هو حدث استثنائي وربما يكون غير مسبوق”.
وأضاف أن “تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي قد يؤدي إلى طلب أميركي للتحقيق مع الجنود المتورطين” في جريمة اغتيال أبو عاقلة. واستبعد التقرير أن توافق الحكومة الإسرائيلية على مثل هذا الطلب.
وكانت القناة 14 الإسرائيلية أول من أورد تقرير حول اعتزام مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، فتح تحقيق جنائي في قضية استشهاد أبو عاقلة خلال عملها على تغطية اقتحام قوات الاحتلال لمدينة ومخيم جنين في 11 أيار/ مايو الماضي.
وأكدت ثلاثة مصادر مطلعة تحدثت لموقع “واللا” أن الإدارة الأميركية أبلغت إسرائيل مؤخرًا بقرار فتح تحقيق في القضية، ليتم تداول الخبر بشكل واسع في وسائل الإعلام الإسرائيلية بما في ذلك صحيفة “هآرتس” وإذاعة الجيش الإسرائيلي وهيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”).
ذكرت القناة العامة الإسرائيلية (“كان 11”) أن واشنطن أبلغت وزارة القضاء الإسرائيلية بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي فتح تحقيق في ظروف استشهاد أبو عاقلة، وأنه من المحتمل أن يطلب الجانب الأميركي الحصول على “مواد في أيدي السلطات الإسرائيلية” بشأن القضية.
من جانبه، قال وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي، بيني غانتس، إن “قرار وزارة العدل الأميركية بالتحقيق في وفاة شيرين أبو عاقلة خطأ فادح”، وادعى أن “الجيش الإسرائيلي أجرى تحقيقًا مهنيًا ومستقلًا، تم عرضه على الأميركيين وتمت مشاركتهم بالتفاصيل”.
وأضاف غانتس أنه أوضح لممثلي واشنطن أن الحكومة الإسرائيلية “تقف خلف جنود الجيش الإسرائيلي”، مشددا على أن تل أبيب “لن تتعاون مع أي تحقيق خارجي”، وتابع “لن نسمح بالتدخل في شؤون إسرائيل الداخلية”.
وخلصت تحقيقات أجريت بواسطة منظمات حقوقية مستلقة ووسائل إعلام دولية وجهات رسمية فلسطينية إلى أن أبو عاقلة قُتلت برصاصة أطلقها قناص إسرائيلي، وبعض هذه التقارير أشار إلى أن استهداف الصحافية الفلسطينية كان متعمدا.
وكانت أبو عاقلة ترتدي درعا واقيا من الرصاص، كتب عليه كلمة “صحافة”، وتعتمر خوذة عندما استشهدت برصاص الاحتلال. ولم يكن أي مقاتل فلسطيني على مسافة قريبة من الشهيدة، فيما كان جنود إسرائيليون على مسافة حوالي 200 متر.
وتنصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأشهر من أي مسؤولية لها عن مقتل الشهيدة أبو عاقلة، ورفضت الاتهامات بأنها تعمدت استهداف الصحافية الفلسطينية – الأميركية، وزعمت في البداية إن نيرانا فلسطينية ربما تسببت بمقتلها قبل أن تتراجع عن ذلك.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي نتائج تحقيقه الداخلي بمقتل أبو عاقلة، وزعم أن الشهيدة الفلسطينية قُتلت “على ما يبدو برصاصة عرضية أطلقها جندي إسرائيلي.
وأصدرت الولايات المتحدة، في 4 تموز/ يوليو الماضي، بيانا قالت فيه إن أبو عاقلة أصيبت على الأرجح بنيران إسرائيلية، لكنها ادعت أنه لا يتوافر أي دليل على أن قتلها كان متعمدا، وأن الرصاصة كانت متضررة جدا بحيث لا يمكن التوصل إلى “استنتاج نهائي”.
وانتقدت عائلة أبو عاقلة هذا البيان الذي ادعت واشنطن أنه استند في جزء منه إلى مراجعات أميركية للتحقيقين المنفصلين الإسرائيلي والفلسطيني، وطالبت العائلة بالتراجع عنه. علما بأن النائب العام الفلسطيني كان قد أفاد بأن الرصاصة هي من عيار 5.56 ملم، وأُطلقت من بندقية قنص نصف آلية من طراز “روجر ميني-14″، وهو سلاح يستخدمه جيش الاحتلال.