أثارت الاحتجاجات ضد خطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء المواجهات الطبقية داخل قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي – الطيارين مقابل ميكانيكيي الطائرات، الضباط والجنود من المدن الغنية في الوحدة التكنولوجية 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية مقابل الضباط والجنود من المدن والبلدات خارج وسط إسرائيل – إلى جانب “نظام المحسوبيات” في الجيش، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، الجمعة.
و”قضية التكتل الاجتماعي الآخذ بالتفتت” في الجيش كانت في مقدمة اهتمامات رئيس أركانه، هيرتسي هليفي، منذ توليه المنصب في بداية العام الجاري. وكرر هليفي وصف ذلك بأنه “تهديد أكبر من التهديدات الخارجية”. وأشارت الصحيفة إلى هليفي لم يتخيل أن الجيش سيصل إلى الأزمة الحالية “غير المسبوقة” على إثر “الانقلاب القضائي”.
وأفادت الصحيفة بأن هليفي عقد، الأسبوع الحالي، محادثات مع طيارين حربيين نظاميين وفي الاحتياط يقودون أسراب طائرات في إطار مواجهة إعلان قسم منهم عن تجميد خدمتهم في الاحتياط احتجاجا على دفع تشريعات الخطة القضائية.
وطُرحت خلال هذه المحادثات أسئلة على هليفي حول سبب عدم تعامله بشدة مع المحتجين. وأجاب هليفي، وفقا لأحد المشاركين في هذه المحادثات أنه “لو أني عاقبت عشرة طيارين لواجهت احتجاجات 400 آخرين. وينبغي التعامل مع هذا الحدث بحكمة وحساسية”. وقالت مصادر مطلعة على هذه المحادثات إن هليفي أدرك شدة الاحتجاجات في صفوف الاحتياط متأخرا، حسبما نقلت الصحيفة عنهم.
وحسب الصحيفة، فإن تحقيقات الجيش أظهرت أن عناصر في الاحتياط تسربوا من الخدمة منذ وقت طويل وأنهم استغلوا الأزمة السياسية كي يبرروا تسربهم. والأمر الثاني هو أن كثيرين من الذين هددوا برفض الخدمة لم ينفذوا تهديدهم.
إلا أن قيادة الجيش باتوا يدركون أنه بدأ “واقعا جديدا” في أعقاب الاحتجاجات، تحول فيه رفض الخدمة إلى “وسيلة ضغط”، وأن الشرعية لرفض الخدمة احتجاجا على الخطة القضائية سيحصل عليها الجانب الأخر، الذي يؤيد الخطة في حال فشلها. “والنتيجة هي خروج المزيد من الأشباح، السياسية والطائفية والطبقية، التي يتم التعبير عنها بعرائض الطواقم التقنية”.
ويدور سجال داخل الجيش حول تعبير “الخدمة مع امتيازات”، والمقصود بالأساس هم الذين يخدمون في سلاح الجو والوحدة 8200. لكن بحسب الصحيفة، فإنه جرت تحولات كثيرة في هذا السياق، وأن قادة الاحتجاجات لا يعكسون النسيج الاجتماعي في سلاح الجو اليوم. وفي السنوات الـ15 الأخيرة، يوجد طيارون متدينون ومن المناطق خارج وسط إسرائيل أكثر من الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى وجود تمثيل ضئيل للجنود القادمين من المدن والبلدات الواقعة خارج وسط إسرائيل، أي منطقتي تل أبيب وحيفا، والتي تعتبر وحدات نخبوية والمسرحين منها يخرجون إلى صناعات الهايتك والصناعات العسكرية المتطورة، التي تعتبر الوظائف فيها “مرموقة” وذات دخل مرتفع.
وشددت الصحيفة على أن الادعاءات حول وجود محسوبيات داخل الجيش ليست مفندة، وفي وحدات العمليات الخاصة في شعبة الاستخبارات العسكرية تعمل طريقة “الصديق يحضر صديقه”، بمعنى أنه يخدم فيها عناصر من فئة اجتماعية معينة.