بقلم:الأسير قتيبه مسلم
إن حالة الانسداد السياسي والتفاوضي في العلاقة بين القيادة الفلسطينية الشرعية والقيادة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة سواء بينيت أو لابيد أو نتنياهو سببها الأساسي هو الرؤية الصهيونية الانغلاقية المهيمنة على عقلية رموز النظام السياسي الإسرائيلي والرافضة للتسليم بحق الشعب الفلسطيني أسوة بشعوب العالم بحق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعودة اللاجئين وحل قضيتهم باسم القرار 194 ومبادرة السلام العربية.
ووجدت هذه الرؤية الصهيونية المسيطرة والمهيمنة تاريخياً مظلتها الداعمة سياسياً وعملياً بإدارة ترامب سابقاً وفريقه الأكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم وكافة الإدارات الأمريكية ليتم الانقلاب على قرارات أمريكا السابقة وخطابها وعرض ما سُميَ صفقة العار التي تؤبد الاحتلال وتشكل نظام الأبرتهايد العنصري ليعيش شعبنا في كانتونات بلا أي حقوق سبق ونص عليها القانون الدولي وكفلتها كل المواثيق الدولية وقد مثل الانحراف المهزوم في سياسة بعض الدول العربية والتي اختارت طريق الخلاص الفردي الزائف على حساب مبادئ الأمة العربية وتاريخها ودينها، الخنجر ولا زال في خاصرة القضية الوطنية الفلسطينية والداعم لسياسة إسرائيل العدوانية والإجرامية والرافضة للعدالة والحق والحرية والقانون الدولي.
أمام هذا المشهد الذي تقوده عقلية المسيحية الصهيونية (المحافظين الجدد) والذين يمتازون بالعنصرية والتفرقة العنصرية وثقافة الاستعلاء على الآخر والنظر لنا كأغيار يجب شطبهم من خارطة الجغرافيا ورؤية تاريخية تعاكس تاريخ الإنسانية فإن إرادتنا الوطنية الفلسطينية ووحدتنا الوطنية الداخلية الشعبية والقيادية المستندة على شراكة حقيقية في الكفاح والنظام السياسي والقيادة والميدان والبناء الوطني والتي ترفض الانكسار أمام دعوات التفرقة وسعي بعض المحاور لفرض أجنداتهم علينا المدعومة أمريكياً واسرائيلياً متوهمين بأن شعبنا الحر ووعيه الوطني الكفاحي سيتعاطى مع إفرازات التطبيع، ستفشل كل هذه الأوهام وسيبقى قرارنا الوطني سيد القرارات وخيارنا الفلسطيني سفينة النجاة وطوق الأمان لمشروعنا الوطني لن تستطيع إسرائيل وأمريكا وكل حلفائهما من إسقاط نظامنا السياسي وخلق الفوضى والفتن بين صفوفنا مثلما أسقطوا نظام العراق وليبيا ومحاولتهم سابقاً في سوريا هم وبريطانيا من خلال عملية ستراغل التي سعت لتنظيم هجوم من العراق الذي كان آنذاك موالياً لبريطانيا وتركيا وإسرائيل ضد سوريا وخطة أجاكس ضد حكومة محمد مصدق في إيران حيث استأجرت المخابرات الأمريكية والبريطانية زعران انطلقوا في الشوارع منتحلين صفة أعضاء في حزب (توده) يهددون القيادات الدينية بالقتل في حال عدم دعم مصدق وكانت كل أدواتهم ووسائلهم بدعم وتمويل أمريكي وقال روزفلت آنذاك (يمكنك أن تبتاع مظاهرة من الغوغاء) فاحذروا الغوغاء المأجورين ومثلما دعموا مظاهرات الحقوق المدنية في إيران خلال الأشهر السابقة ليس دفاعاً عن المرأة وحقها بالحرية وإنما لتأجيج الفوضى وضرب بنية النظام وشرعيته ومثلما تدعم بعض المظاهرات في أردن البطولة والاستقرار لإضعاف الدولة الأردنية التي تناضل لحماية الأقصى والمقدسات ودعم الوجود الفلسطيني ولا ننسى في فترة الستينات كيف عملت أمريكا عام 1964 على إسقاط حكومة غواو غولارد في البرازيل وكانت مدعومة ببرلمان أُنتخب ديمقراطياً ثم جرت آنذاك مجازر في أندونيسيا والإطاحة بحكم سوكارنو واستبداله بديكتاتورية سوهارتو الدموية ثم إسقاط نظام نيكروما في غانا فإرادتنا الوطنية وقرارنا الوطني الفلسطيني المستقل هما سياج القوة والانتصار ضد كل المؤامرات وسيبقى نظامنا السياسي والكفاحي المستقل مستنداً إلى ديمقراطية حقيقية ديمقراطية الشعب وإرادة فلسطينية عروبية إنسانية لا تقبل الهزيمة أو الذوبان أو الغياب أو الاسقاط ولنحذر من الآتي يا أبناء شعبنا في جعبة اليمين الديني والقومي المتطرف ومحاولات خلق فتن أهلية وصراعات جهوية لإفقادنا مناعة الدفاع عن قضيتنا وتغذية الصراعات البينية وإيصالها لدرجة الاقتتال المسلح لإفشال أي وحدة مقاومة ومناعة لشعبنا الفلسطيني.