أزمة الاحتلال تتصاعد.. توقف 161 ضابطا في سلاح الجو عن الخدمة العسكرية

أخطر 161 طيارا حربيا بالاحتياط، قادتهم في سلاح الجو، أنهم سيتوقفون بشكل فوري تطوعهم في قوات الاحتياط التابعة لسلاح الجو، احتجاجا على خطة الحكومة لإضعاف جهاز القضاء.

والحديث عن 161 ضابط احتياط في سلاح الجو بما يشمل طيارين وأفراد أطقم الجوية ومراقبين ومشغلي طائرات مسيّرة وضباط استخبارات جوية.

وجاء في البيان أنه “نحن مجموعة من جنود الاحتياط في طليعة التفكير والتخطيط والسيطرة على العمليات القتالية لسلاح الجو لعقود في وقت الحرب والسلم”.

 

وبعد إعلان الطيارين، قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، إنه سلاحه يعمل على دراسة تفاصيل “الرسالة ومعانيها – سنعمل على الحفاظ على وحدة القوات الجوية وكفاءتها”.

وقال بار إن “مسؤوليتنا هي مواصلة حوار في القيادة مع جنود الاحتياط والنظاميين؛ وأن ندعو جنود الاحتياط لمواصلة الامتثال لأوامر الاستعاء للخدمة”.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المتظاهرين ضد التعديلات القضائية التي تسعى حكومة نتنياهو إلى إقرارها “يستعدون لليلة طويلة من الاحتجاجات”. 

وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن اعتقال 37 مستوطناً حتى الآن في التظاهرات ضد التعديلات القضائية، بينهم 6 حاولوا إعاقة القطار في محطة “تل أبيب”. 

وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإنّ حركة القطارات، في ظل ازدحام المحطات، قد توقفت، وذلك في أعقاب عطل في نظام الكمبيوتر.

وتمنع شرطة الاحتلال الإسرائيلية المحتجين من الدخول إلى محطة القطار، فيما تسمح لحاملي البطاقات فقط بالدخول. وهدّد القائد العام للشرطة باعتقال من يقترب من السكة الحديدية، مضيفاً: “الأمر يتعلّق بخطر على الحياة”.

وشهدت “كابلان” في “تل أبيب” والقدس المحتلة تظاهرات احتجاجاً على التعديلات القضائية.

ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، فإنّ المتظاهرين يخرجون هذا المساء، في مسيرة من أربعة أيام بين “تل أبيب” والقدس المحتلة.

ومن المقرر أن يشهد كيان الاحتلال، غداً الأربعاء، إضراباً في النظام الصحي، بينما هدّد رئيس لجنة الصحة في الكنيست، أوريئيل بوسو، بفرض عقوبات على الأطباء الذين سيضربون، وفقاً لما أوردته “القناة الـ12” الإسرائيلية.

في المقابل، دعا وزير “القضاء” الإسرائيلي، ياريف ليفين، إلى الحشد في “تظاهرة المليون” في “تل أبيب” الأحد المقبل، دعماً للتعديلات القضائية، قائلاً: “صوتنا ليس أقل”.  

وتوجّه ليفين في مقطع فيديو إلى المستوطين بالقول: “يجب علينا إجراء التغيير الكبير في الجهاز القضائي، لذلك أرجوكم تعالوا واجعلوا صوتكم مسموعاً”. 

وستجري تظاهرة داعمة لحكومة نتنياهو بموازاة إجراء المناقشات في الكنيست، وقبيل تمرير القانون بالقراءة الثانية والثالثة، صباح الإثنين. 

دعا وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، اليوم الثلاثاء، إلى عدم إيذاء “الجيش” الإسرائيلي، باسم رأي سياسي، مؤكداً أن “لا وجود لنا من دون الجيش”، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

وطالب غالانت، خلال فعالية عسكرية، جنود الاحتياط، الذين قرروا رفض الخدمة العسكرية، احتجاجاً على خطة التعديلات القضائية، بالتراجع عن قرارهم، مشدداً على أنّه في حاجة إليهم من أجل حماية “إسرائيل”.

وقال: “إنني أحتاج إلى كل جنود الجيش الإسرائيلي، وإلى جنود الشاباك (الأمن العام)، والموساد، وإلى كل الجنود في هذه الأجهزة، حتى أنجح في مهمة الدفاع عن إسرائيل”.

وأكّد غالانت أنّه يجب أن يُترك “الجيش” الإسرائيلي وقادته وجنوده خارج أيّ نزاع من دون السماح بالتصريحات المتطرّفة.

وقبل أيام، ذكر قائد سلاح البر سابقاً، اللواء احتياط غاي تسور، أنّ “المشكلة الأكبر التي تواجه إسرائيل هي النسيج الاجتماعي الذي يتفكّك، وضمنه الجيش الإسرائيلي”.

وكان رئيس كيان الاحتلال، إسحاق هرتسوغ، أكّد أنّ الأزمة الداخلية، التي تمرّ فيها “إسرائيل”، تُعَدّ “من أخطر الأزمات الداخلية، وتؤثّر في عدد من القطاعات”.

وفي كلمة ألقاها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اليوم في ذكرى “زئيف جابوتنسكي” (تشكّل عقيدته أيديولوجية قادة الليكود)، قال إنّ  “هناك من يعتقد أنّ جزءاً من المجتمع له قيمة أعلى، والبعض الآخر أقل قيمةً”.

وبشأن رفض الخدمة العسكرية، أشار نتنياهو إلى أنّ “جابوتنسكي لم يكن ليتسامح مع التحريض على رفض الخدمة، التي تشكل نهاية للجيش، وتقويض أسس الوجود، وربما تدمير المنزل”. 

يأتي ذلك تزامناً مع إعلان المئات من احتياط سلاح الجو أنّهم سيوقفون تطوّعهم حتى إيقاف التعديلات، بحسب ما أفاد الإعلام الإسرائيلي. 

وفي غضون ذلك، نقل الإعلام الإسرائيلي عن “مسؤول سياسي كبير” أنّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، كرّر لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أنّه يتوقّع أن يلتقيه في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض. 

ولم يكن من المؤكد أنّ اللقاء بين بايدن ونتنياهو سيُعقد في البيت الأبيض، وقد جاءت الدعوة لعقده، عشية زيارة الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، اليوم لواشنطن حيث يلتقي الرئيس الأميركي، ويخاطب الكونغرس.

وسيكون هذا اللقاء الأول من نوعه منذ عودة نتنياهو إلى السلطة العام الماضي، بعد أزمة مع واشنطن. 

وكان لافتاً أنّ البيان الأميركي الذي صدر بشأن الاتصال الهاتفي، والذي نشر بعد وقت طويل نسبياً من البيان الإسرائيلي، لم يذكر من جهته أي شيء عن عقد لقاء أو تقديم دعوة إلى نتنياهو.

وورد في البيان الأميركي أنّ “بايدن أعرب عن قلقه بشأن النمو المستمر للمستوطنات”. أما في ما يتعلّق بالتعديلات القضائية، “كرر بايدن الحاجة إلى أوسع إجماع ممكن”.

وأمس الإثنين، ذكر موقع “i24NEWS” الإسرائيلي أنّ  نتنياهو يحثّ السفير الإسرائيلي لدى واشنطن على “مضاعفة الجهود” لدعوته إلى البيت الأبيض.

ولم يتلقَّ نتنياهو دعوةً أميركيةً لزيارة واشنطن منذ توليه رئاسة الوزراء قبل 7 أشهر، وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، تُعَدُّ هذه الفترة الزمنية “غير مسبوقة لدعوة رئيس وزراء إلى الزيارة بعد تشكيل حكومته”.

ويشهد كيان الاحتلال، منذ نحو 28 أسبوعاً، احتجاجات غير مسبوقة للمستوطنين الإسرائيليين، بمشاركة جنود من الاحتياط وقادة من “الموساد” و”الشاباك” والشرطة ضدّ التعديلات القضائية، التي تصرّ الحكومة، بقيادة نتنياهو، على إقرارها، مع استمرار التحذيرات من أنّها تسفر عن “شرخ خطير في الداخل الإسرائيلي”.