أبوالهول يكشف كواليس الأفراج عن “ابوهواش” :مصر عملت وحدها في الملف لأكثر من ثلاثة أسابيع

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة النقاب عن أن مصر قامت بالدور الرئيسي في التوصل إلي الأتفاق الذي وافقت إسرائيل بمقتضاه علي إطلاق سراح الأسير الفلسطيني هشام ابوهواش في 26 فبراير المقبل وان مصر عملت ولمدة تزيد عن ثلاثة أسابيع وحدها في ملف الأسير ابو هواش الذي دخل في إضراب عن الطعام استمر 141 يوما مما دفع حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي إليها للتهديد بأنها ستعتبر نفسها في حل من أتفاقات التهدئة في حالة وفاة أبوهواش .

وفي تصريحات خاصة أكدت المصادر الفلسطينية ان مصر ضاعفت جهودها في الأيام الاخيرة وزادت من ضغوطها علي الجانب الإسرائيلي حتي يخفف من موقفه في قضية أبوهواش وأن مسئولي الملف الفلسطيني بمصر شكلوا ما يشبه خلية أزمة للعمل من أجل إطلاق سراح ابوهواش وأن التحرك المصري منذ البداية كان يركز علي إطلاق سراح أبوهواش في أسرع وفت ممكن ودفع الإسرائيليين لإلغاء قرارات تمديد الإعتقال الاخيرة للأسير ابو هواش ، رغم أن الرفض الاسرائيلي كان شديدا ..

وأوضحت المصادر انه عندما أعلنت عائلة ابو هواش أن ابنها الأسير المضرب عن الطعام للشهر الرابع دخل مرحلة الغيبوبة سارع المسئولون المصريون بمطالبة إسرائيل بتقديم إيضاحات حول الوضع الصحي للأسير وبدورها نفت اسرائيل للوسطاء المصريين ان يكون أبوهواش قد دخل في غيبوبة ، مما دفع الجانب المصري لأن يطلب تقريرا طبيا من جهة مستقلة.

وقالت المصادر أن التقرير الذي حصلت عليه مصر تضمن معلومات خطيرة تتعلق بحياة ابو هواش ، ما دفع المسئولين المصريين لتوجيه رسالة شديدة اللهجة لإسرائيل و اثر هذه الرسالة توجه ضباط اسراييليون كبار للمستشفى المحتجز فيه هشام أبوهواش يوم الأحد الماضي لمعاينة حالتة الصحية ، وفي أعقاب ذلك قدمت اسرائيل عرضا عبر طرف أخر بالافراج عن الأسير ابو هواش في نهاية شهر ابريل ولكن المسئولين المصريبن عندما علموا بالعرض الإسرائيلي رفضوه رفضا قاطعا وأبلغوا الجهات المعنية في إسرائيل بأنهم متمسكون بإلغاء قرارات التمديد الاخيرة للأسير ابو هواش والافراج عنه في 26 فبراير رغم ان الوسيط الأخر الذي دخل على خط التفاوض كان قد بدأ يتحرك على قاعدة الإفراج عن ابو هواش أواخر شهر ابريل.

وقالت المصادر الفلسطينية المطلعه أنه امام الضغط المصري المتواصل وتحميل اسرائيل المسؤولية الكاملة في حالة وفاة أبوهواش بعد تدهور حالته الصحية ورفضه لتناول اي شيء تدخلت المستويات الأمنية والسياسية الإسرائيلية العليا وناقشت الموقف خاصة في ظل فشل محاولة تمرير قرار إسرائيلي بإطلاق سراح أبوهواش في إبريل عبر طرف أخربسبب الرفض المصري . .

وأشارت المصادر ‘إلي ان لاتصالات المصرية كانت متواصلة مع حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي إليها ابوهواش ولم تنقطع في أي مرحلة ،وأن حركة الجهاد لمست مدى جدية المسئولين المصريين في العمل من أجل الوصول الى حل مقنع ومقبول يليق بتضحيات ورحلة معاناة الأسير ابو هواش .
واوضحت المصادر أنه بحلول أمس الأول الثلاثاء ابلغ المستوى الأمني والسياسي الإسرائيلي مصر بموافقته علي طلبها بإطلاق سراح ابوهواش في فبراير المقبل ثم جرى احالة الملف إلى الجانب القانوني ممثلا بمحامي الدفاع عن أبو هواش والنيابة العسكرية الإسرائيلية لتحديد اّلية تنفيذ الأتفاق . .
.
وقالت المصادر أن الساعات الاخيرة شهدت ضغطا كبيرا ومحاولات للتراجع عن القرار من قبل الجانب الاسرائيلي الامر الذي استدعى وجود متابعة حثيثة ولحظية من الفريق المصري حتى تم إنهاء كل الإجراءات وتوقيع الاتفاق وقبوله من الأسير ابو هواش وقيادة الجهاد والإعلان عنه ..

وكشفت المصادر أن المسئولين المصريين كانوا يعقدون أكثر من إجتماع يوميا مع الجانب الاسرائيلي ويجرون عشرات الأتصالات مع حركة الجهاد الإسلامي لإنهاء أزمة أبوهواش وأن اليوم الأخير شهد اتصالات علي مستوى عالي من جهاز المخابرات المصرية وأمين عام الجهاد الإسلامي زياد النخالة .

وقالت المصادر أن الاتصالات أستمرت بلا إنقطاع حتي في إجازة السبت عند اليهود ويوم اجازة راس السنة وأن المسئولين المصريين كان يعملون بلا إنقطاع خوفا علي حياة الأسير وأنه عندما أنطلقت صواريخ من غزة بسبب البرق وسقطت علي سواحل تل أبيب أستنفر الجانب المصري كل جهوده حتي لايؤثر موضوع الصواريخ والرد عليها علي قضية إطلاق سراح أبوهواش خوفا من تئرع الجانب الإسرائيلي بحكاية الصواريخ للتهرب من الضغط المصري في ملف أبوهواش وأوضح الجانب المصري انه لايقبل بالربط بين الموضوعين .

وكشفت المصادر النقاب عن أن الجانب المصري كان حريصا على الابتعاد عن الاعلام في قضية أبوهواش خوفا من استثارة غضب المتطرفين في الأحزاب والحكومة الإسرائيلية حيث كان المسئولين المصريين في اتصالاتهم يشددون على أهمية عدم تسريب أي اخبار حول المفاوضات لوسائل الاعلام حتي يتم الإتفاق ويدخل حيز التنفيذ .