انتقد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، زيارة رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل إلى لبنان، التي بدأها قبل عدة أيام، مشددًا على “ضرورة تغيير خطاب حركة حماس الهجومي إلى خطاب تهدئة”.
وقال عبد الكريم، لـ”إرم نيوز”، إن “الظروف الراهنة غير مناسبة لزيارة خالد مشعل إلى لبنان، وكان الأفضل تأجيلها لموعد آخر”، مبينًا أنه “للأسف انتهجت حركته منذ أحداث مخيم البرج الشمالي خطابًا توتيريا”.
وأضاف عبدالكريم أن “الفصائل الفلسطينية بذلت جهدًا كبيرًا لمنع انزلاق الأحداث إلى مربع المواجهة المسلحة بين حركة حماس من جهة وقوات الأمن الفلسطيني وحركة فتح من جهة أخرى.. أبلغنا قيادة حماس بضرورة تغيير خطابها الهجومي إلى خطاب تهدئة”.
وأوضح القيادي الفلسطيني أن “الأحداث الأخيرة في مخيم البرج الشمالي والاتهامات التي وجهتها حماس لقوى الأمن الفلسطيني وحركة فتح تسببت في توتر شديد في العلاقات بين الفصائل الفلسطينية”، محذراً من الذهاب لخيار المواجهات المسلحة بين الجانبين، الأمر الذي يمكن أن يشعل كافة المخيمات، وفق تقديره.
وبخصوص موقف منظمة التحرير الفلسطينية، بين عبدالكريم أن “المنظمة وقيادتها في لبنان أصدروا موقفا لم يعكس الموقف الحقيقي لما تم الاتفاق عليه في اجتماع عقدته فصائل المنظمة عقب أحداث مخيم البرج الشمالي”.
وأشار إلى أن “الجبهة الديمقراطية اضطرت على إثر ذلك لتقديم احتجاج لقيادة المنظمة والإعلان رسمياً عن موقفها من الأحداث الأخيرة”، مؤكدًا أن جبهته ترفض أي اقتتال داخلي في الداخل أو الخارج، وتؤكد دوماً على ضرورة تجنيب المخيمات الصراعات السياسية بين الفصائل.
وفي سياق ذي صلة، كشف القيادي في الجبهة الديمقراطية أن “خمسة فصائل فلسطينية تجري اجتماعات مكثفة في العاصمة السورية دمشق؛ من أجل إطلاق مبادرة جديدة تكون أساسا لحوار وطني بين حركتي فتح وحماس لإنهاء الانقسام”.
والفصائل الخمسة، وفق عبد الكريم، هي: “الجبهة الديمقراطية، الجبهة الشعبية، قوات الصاعقة، الجبهة الشعبية القيادة العامة، وحركة الجهاد”، نافياً أن تكون هناك ترتيبات لعقد لقاء لكل الفصائل الفلسطينية في سوريا.
وأضاف أن “الفصائل الخمسة تعمل على بلورة مبادرة جديدة تمهيداً لعرضها على حركتي فتح وحماس تكون نقطة انطلاق لحوار وطني ينهي الانقسام الفلسطيني”، مبينًا أنه وبعد موافقة الحركتين على المبادرة، سيجري الاتفاق على مكان عقد اجتماع للفصائل الفلسطينية.
ويوم الأربعاء الماضي، وصل وفد قيادي من حركة حماس برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث ضم الوفد موسى أبو مرزوق نائب رئيس الحركة في الخارج، وفتحي حماد ومحمد نزال.
والتقى مشعل عددا من الشخصيات السياسية اللبنانية، إلى جانب عقده لقاءات فصائلية لبحث تطورات الأوضاع في المخيمات، عقب أحداث مخيم البرج الشمالي، التي أدت إلى مقتل ثلاثة من عناصر حماس في إطلاق نار على جنازة لعنصر من حماس لقي مصرعه بانفجار مستودع للحركة في المخيم.
واتهمت حماس قوات الأمن الفلسطيني التي تديرها فتح بقتل العناصر الثلاثة، الأمر الذي دفع الأخيرة لإعلان قطع اتصالاتها مع حركة حماس على كل المستويات.
وتعليقاً على الحادثة، قال مشعل إن “مطلقي النار في مخيم البرج الشمالي لن يفلتوا من العقاب”، لافتاً إلى أن حركته ”تحترم سيادة لبنان، ولن تسمح بتحول المخيمات لساحة قتال“، وفق تعبيره.