قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” إن إسرائيل ستعمل على إفشال الاتفاق النووي الذي يمكن أن تسفر عنه مفاوضات فيينا عبر التعاون مع الكونغرس.
وفي تقرير تضمنه عددها الصادر اليوم الأحد، لفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل ستواصل توجيه الانتقادات للاتفاق النووي، وضمن ذلك توجه إدارة الرئيس جو بايدن لإزالة الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية كجزء من الاتفاق النووي المتبلور، بهدف التأثير على موقف الكونغرس بشكل يسهم في دفعه لإفشال الاتفاق.
واستدركت الصحيفة بأنه على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت لن يجري لقاءات مع أعضاء الكونغرس لإقناعهم بالعمل ضد الاتفاق، كما فعل سلفه بنيامين نتياهو عشية التوصل إلى اتفاق 2015 وبعيده؛ فإنه في حال توجه مجلسا النواب والشيوخ للاستفسار عن موقف المستويين السياسي والمهني في تل أبيب من الاتفاق، فإنهما سيوضحان “الأثمان العالية التي تبدي إدارة بايدن استعداداً لدفعها لإيران مقابله”.
وتوقعت الصحيفة أن يسهم الموقف الإسرائيلي المعارض للاتفاق في إضافة المزيد من العراقيل أمام إمكانية إقراره في الكونغرس، حيث أعادت للأذهان حقيقة أن الاتفاق يواجه بمعارضة قوية داخل الكونغرس، وضمن ذلك من قبل أعضاء في الحزب الديمقراطي.
وأضافت الصحيفة أن التقديرات السائدة في إسرائيل تفيد بأن تعاظم الانتقادات الموجهة إلى إدارة بايدن ستدفعها إلى التراجع عن توجهها لإخراج الحرس الثوري من دائرة التنظيمات الإرهابية. وأفادت الصحيفة بأن القيادة السياسية الإسرائيلية “غاضبة” من توجه الإدارة الأميركية إلى ذلك، وتعده “خطوة غير أخلاقية تهدد بشكل مباشر حياة إسرائيليين وآخرين”.
وأشارت إلى أن بينت ووزير خارجيته لبيد سبق أن هاجما بشدة توجه الإدارة الأميركية لإخراج الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية؛ منوهة بأن هذا الهجوم يعد “انقلاباً على الخط المعتدل” الذي كانت تتبناه حكومتهما في التعاطي مع مفاوضات فيينا.
قلق من رفع “الحرس الثوري” من قائمة الإرهاب الأميركية
في الأثناء، أعرب بينت اليوم خلال الجلسة الحكومية الأسبوعية عن قلق دولة الاحتلال الإسرائيلي من عزم الولايات المتحدة الأميركية، رفع “الحرس الثوري” الإيراني عن قائمة الإرهاب.
وقال بينت بحسب ما أوردت مواقع إسرائيلية مختلفة “إننا قلقون من نية الولايات المتحدة الأميركية الاستجابة للمطلب الإيراني الوقح بإخراج الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية”.
وأضاف بينت بحسب ما أورد موقع “معاريف”: “الحرس الثوري الإيراني هو أكبر منظمة إرهابية وإجرامية في العالم وخلافا لداعش أو منظمات أخرى، تقف خلفها دولة (إيران)، وهذه ليست مشكلة إسرائيلية فقط بل مشكلة لدول أخرى، حليفة للولايات المتحدة في المنطقة، والتي تواجه يوميا وساعة ساعة هذه المنظمة”.
وتابع قائلا “لقد أطلقوا في الأعوام الأخيرة صواريخ باتجاه دول هادئة وأرسلوا طائرات مسيرة باتجاه إسرائيل ودول أخرى. والآن فإن منظمة الحرس الثوري الإرهابية تحاول قتل إسرائيليين وأميركيين معينين في أنحاء العالم”.
وادعى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أن هناك “تصميماً على التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران بأي ثمن تقريبا، بما في ذلك القول عن أكبر منظمة إرهابية في العالم إنها ليست إرهابية. وحتى لو اتخذ مثل هذا القرار المؤسف فإن إسرائيل ستواصل التعامل مع الحرس الثوري باعتباره منظمة إرهابية وستواصل العمل ضدها كما تنشط ضد منظمات إرهابية، كالعادة، ما يحدد مصيرنا هو أفعالنا وليس الكلمات”.
من جانبه انتقد رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست رام بن براك الموقف الأميركي من الاتفاق النووي. ونقل موقع صحيفة “معاريف”، اليوم الأحد، عنه قوله إنه “يصعب فهم السياسات الأميركية في الآونة الأخيرة، أعتقد أنهم يرتكبون خطأ، لكن هناك ما يدل على أن هناك من هو معنيّ بالتوصل إلى الاتفاق النووي بأي ثمن”.
وأضاف براك، الذي سبق أن شغل منصب نائب رئيس الموساد، أن إسرائيل تحقق نجاحات نسبية في منع الإيرانيين من تسليح الحركات التي تحيط بإسرائيل، “هذه حرب طويلة ومستنزفة، بعضها ترونه وتسمعونه، وهناك الكثير من الأمور التي لا ترونها”.
من ناحية ثانية، لفتت الصحيفة إلى ما كشفته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن أن إيران تمكّنت من تجاوز العقوبات الأميركية المفروضة عليها عبر تدشين منظومة مصرفية سرية، حيث جرت عبرها تبادلات تجارية بعشرات المليارات من الدولارات.