يديعوت: هذا هو التهديد الأكبر الذي يواجه “إسرائيل”.. “مشكلة تعرض وجودها للخطر”

أكدت صحيفة عبرية أن “التهديد الأكبر” الذي يواجه الاحتلال الإسرائيلي هو القصور الحادث في مواجهة الاستيلاء على الأسلحة من المواقع الخاصة بالجيش.

ومساء الجمعة، كشف متحدث باسم جيش الاحتلال، عن تمكن بعض الأشخاص من اقتحام مخازن السلاح في قاعدة “سديه تيمان” التابعة للواء “جفعاتي” في جنوب فلسطين المحتلة، والاستيلاء على نحو 30 ألف رصاصة لبنادق ومدافع رشاشة.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، في افتتاحيتها التي كتبها المعلق العسكري، يوسي يهوشع، أن أنباء الاستيلاء على هذه الكمية من السلاح والذخيرة “مر من تحت الرادار”، معتبرة أن ما حدث هو “قصور مجنون يغذي التهديدين الأكثر تعقيدا لإسرائيل في هذا الوقت؛ العمليات والأمن الداخلي”.

 

وقال: “المنعطف الأخير قبل انتخابات الكنيست القريبة، يتميز بارتفاع ذي مغزى في مدى العمليات، ويرفع إلى السطح التحديات الاستراتيجية لإسرائيل؛ لكن لا يوجد أي اهتمام جدي في هذا المجال، الجيش يعرف كيف يتصدى لسوريا، وإيران وحزب الله، لكن جوابه غير كاف تجاه العمليات في الضفة الغربية التي تنتقل إلى القدس والداخل”.

ونوهت الصحيفة إلى أن تل أبيب ليس لديها جواب على “كمية السلاح غير المعقولة؛ لا في الحاضر ولا في المستقبل المنظور، علما بأن معظم السلاح يأتي من مصدرين؛ التهريب من حدود مصر والأردن والاستيلاء عليه من قواعد الجيش الإسرائيلي”.

ورأت أن حدث الاستيلاء الأخير على السلاح من قاعدة “سديه تيمان”، “مغيظ على نحو خاص؛ لأن الحديث يدور عن قاعدة سبق أن وقعت فيها حالات اقتحام بحجوم كهذه في الماضي، واستثمرت عشرات ملايين الشواكل في حراستها”.

 

 

وأضافت: “تصل هذه الوسائل القتالية إلى أياد معادية؛ بعضها ينتقل إلى المناطق ويصل لمنظمات (على الأغلب فلسطينية) يتصدى الجيش و”الشاباك” لها الآن في موجة العمليات الحالية، ومن شأن بعضها أن يظهر في حال نشبت مواجهة واسعة أخرى تضم عرب الداخل، وبعض من السلاح الذي وجد لدى محافل في الوسط العربي ينتقل إلى أحداث وطنية”.

ولفتت “يديعوت” إلى أن “الجيش يحاول إغلاق الحدود لمنع تهريب الوسائل القتالية، لكن في هذه الأثناء لا يمكن الحديث عن نجاح خاص في هذا النطاق، وأساسا لأن ثمة حاجة إلى حجم واسع من القوات غير الموجودة ببساطة”.

وقدرت أن “إسرائيل كي تتصدى لهذا التحدي، هي بحاجة لثورة حقيقية في مجال الأمن الداخلي، وهذا يعني شرطة جديدة، ليس أقل، والقوة الموجودة لذوي البزات الزرقاء تضم 30 ألف شرطي، عددهم آخذ بالتناقص لأسباب مختلفة، وهم ببساطة غير قادرين على عمل ذلك”.

وتابعت: “إسرائيل تحتاج لقوات شرطة أكبر بكثير، مع قوى بشرية نوعية أكثر ومع وسائل تكنولوجية متطورة تساعدها في مهامها؛ بالضبط مثلما يوجد في الجيش الإسرائيلي، وهذا يستدعي استثمار عدة مليارات في كل سنة، وحتى عندها ليس مؤكدا أنه سيكون ممكنا الوصول لحل كامل لهذا التهديد”.

وخلصت الصحيفة، إلى أن “هذه المشكلة من شأنها أن تعرض وجود إسرائيل للخطر، أكثر من التهديد الإيراني أو الجبهة السورية أو الخطر اللبناني أو أعمال غزة، وفي مواجهتها يعرف الجيش كيف يتصدى، لكن في مواجهة كمية حملة السلاح والذخيرة اليوم في أوساط جهات معادية، هذا متعذر”.

وختمت “يديعوت” افتتاحيتها بقولها: “العنوان على الحائط والكل يراه، لكن أحدا لا يفعل ما ينبغي”.