قال الكاتب والمعلق الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرونوت، آفي سخاروف، الخميس، إن الحكومة اليمينية الإسرائيلية الجديدة ستضطر للتعامل مع واقع أكثر صعوبة في اليوم الذي يلي مرحلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويقول سخاروف في مقالة له بالصحيفة، إن الرئيس عباس كان يحتفل بنفس اليوم الذي قتل فيه 3 مستوطنين عند مستوطنة أرئيل في سلفيت، بعيد ميلاده ال 87، والذي لم يكن أيضًا من قبيل المصادفة ذكرى إعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988.
وأضاف: “على الرغم من عدم قيام الدولة الفلسطينية حتى الآن، إلا أن أبو مازن ما زال يشغل منصب رئيس السلطة منذ 17 عامًا، بينما يعود بنيامين نتنياهو إلى منصب رئيس الوزراء ويقترب من ولاية قد تدوم 4 سنوات وقد يتخطى فيها حكم أبو مازن الذي قد يضطر لترك منصبه بسبب تقدمه في السن أو لأسباب أخرى، ومن المفارقات أن فرص نجاح حكومة نتنياهو تعتمد على حسن نية أبو مازن وقدرته على الاستمرار في الخدمة بمنصبه ولو جسديًا”.
ولفت إلى أنه ينظر للرئيس عباس في إسرائيل على أنه “ضعيف ويفتقر للشرعية العامة، وعلى أنه إرهابي خطير على الأقل في أوساط اليمين المتطرف، معتبرًا أنه في حال انتهى عهده، في ظل الوضع الأمني الحالي سيجبر نتنياهو وشركائه على مواجهته بأنفسهم، وستواجه حكومته وقتًا أكثر صعوبة من الوقت الحالي.
وأشار سخاروف إلى أن الرئيس عباس لا زال قادرًا على منع تصعيد أوسع من خلال أجهزته الأمنية، ولكن التصعيد الحالي بمثابة عرض ترويجي للفيضان الذي يمكن أن تشهده الضفة الغربية في حال رحيله.
وقال: “نتنياهو، بتسلئيل سموتريتش، إيتامار بن غفير وآخرين يمكنهم أن يصرخوا بصوت عالٍ بأن أبو مازن هو عدو لدود، وأنه يجب بذل الجهود لتدميره، لكنه (أبو مازن)، والجيش الإسرائيلي هما العاملان العازلان بين الحفاظ على الوضع الحالي في الضفة الغربية، مع تعقيدها الكبير وهجماتها الشديدة، واندلاع انتفاضة واسعة النطاق ستجبر الجيش الإسرائيلي على العودة إلى مراكز المدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين وليس لفترة قصيرة”.
وأضاف سخاروف: “في حالة اندلاع انتفاضة كبيرة، بدون السلطة الفلسطينية، ستضطر إسرائيل إلى إدارة شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء لسكان الضفة الغربية، وهو سيناريو حتى نتنياهو، وربما بن غفير وسموتريتش، يودون تجنبه في هذه المرحلة، بالتأكيد إذا تم التفكير في التكلفة (أيضًا عقليًا) التي ستصاحبها الحرب الإسرائيلية داخل مدن الضفة الغربية، ومن السهل التخمين أنه في حالة حدوث تصعيد كبير في الضفة، فإن حماس في غزة لن ترغب في رؤية القدس والضفة الغربية تسرقان منها أي انجاز، وسنشهد إطلاق الصواريخ من القطاع أيضًا”.
وختم سخاروف قائلًا: “اليمين المتطرف إذا أراد تثبيت الوضع الأمني وإقرار حكمه في إسرائيل، فعليه تحقيق السلام، ومن أجل ذلك سيحتاج إلى سلطة فلسطينية قوية ومستقرة، ذات سيد يتمتع بالسلطة والقدرات، وفي الوقت الحالي وعلى الرغم من الضعف الكبير لعباس وتقدم سنه، إلا أنه تمكن من إظهار بعض السيطرة على الوضع، والدليل على ذلك هو الوضع في نابلس ونجاح السلطة الفلسطينية (بمساعدة إسرائيلية) في إقناع المطلوبين بتسليم أنفسهم وتسليم أسلحتهم”.