باشر مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، مباحثاته في إسرائيل، بلقاء الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، على أن يلتقي رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يوم غد، الخميس، وذلك بهدف مناقشة عدد من القضايا الأمنية ومحاولة التوصل إلى تفاهمات بشأن سياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة حول عدد من القضايا المشتركة.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون في تصريحات لموقع “واللا” الإسرائيلي، إنّ المباحثات تهدف إلى التوصّل إلى تفاهمات مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة حول سياساتها تجاه القضية الفلسطينية والملفّ الإيراني، والاتصالات لتطبيع العلاقات مع السعودية.
ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إسرائيل، أواخر الشهر الجاري، لعقد اجتماع مع نتنياهو لبحث توجهات الحكومة الإسرائيلية، والتأكيد على موقف الإدارة الأميركية المؤيد لحل الدولتين ورفض محاولات سد الطريق أمامه. كما سيبحث بلينكن مع نتنياهو، الترتيبات لزيارة الأخير المرتقبة إلى الولايات المتحدة، خلال الشهر المقبل.
واستبق نتنياهو لقاءه سوليفان بإجراء مشاورات مع القادة الأمنيين، خصوصًا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، الذي اجتمع معه مساء الأربعاء؛ وستتركز مباحثات سوليفان ونتنياهو على إيران، بحسب هيئة البثّ العام الإسرائيلية (“كان 11”)؛ وذكر موقع “واللا” أن سوليفان سيجتمع كذلك بزعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد.
من جانبه، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أن سوليفان سيؤكد في الاجتماعات التي سيعقدها في إسرائيل، على التزام الولايات المتحدة بـ”حل الدولتين” في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأضاف كيربي في إفادة صحافية، مساء الأربعاء، أن سوليفان سيشدد أيضا على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل ويناقش التحديات الإقليمية ومن بينها إيران.
وأشار موقع “واللا” إلى أن سوليفان سيناقش كذلك مع المسؤولين الإسرائيليين، الأزمة الدستورية والسياسية في إسرائيل “على الرغم من أن هذا ليس الغرض الأساسي من الزيارة”، وذلك على خلفية خطة إضعاف الجهاز القضائي التي يقودها وزير القضاء، ياريف ليفين، وقرار المحكمة العليا بشأن إلغاء تعيين وزير الداخلية والصحة في حكومة نتنياهو، أرييه درعي.
(تصوير: مكتب الصحافي الحكومي)
يأتي ذلك في ظل “القلق” الأميركي إزاء سياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك مخططاتها لتوسيع البناء الاستيطاني، وتسوية “البؤر الاستيطانية” العشوائية، وغيرها من الإجراءات التي تؤدي عمليا إلى ضم أراضي فلسطينية بحكم الأمر الواقع.
وبحسب المسؤولين الأميركيين، فإن هذه الخطوات أحادية الجانب من قبل الحكومة الإسرائيلية، تهدد قابلية تطبيق “حل الدولتين”؛ ونقل “واللا” عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن سوليفان يهدف إلى أن “يقدم لنتنياهو بوضوح التوقعات الأميركية من الحكومة الجديدة، وخاصة ما تريد الولايات المتحدة من إسرائيل أن تفعله وما تريدها أن تمتنع عنه”.
وأشارت المصادر إلى أن سوليفان سيستعرض أمام نتنياهو الإجراءات التي تعتزم الإدارة الأميركية اتخاذها في الملفات المشتركة لتعزيز التعاون مع تل أبيب في قضايا إقليمية مثل كبح البرنامج النووي الإيراني، ومحاولة تحقيق انفراجة في الجهود الرامية لإطلاق عملية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
ووفقا للمسؤول الأميركي، فإن “هناك ملفات مهمة بالنسبة لنتنياهو وهناك أمور مهمة بالنسبة لنا، وسنرى ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى تفاهمات”؛ علما بأن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، اجتمع الأسبوع الماضي مع سوليفان في البيت الأبيض، تمهيدا للاجتماعات التي يعقدها الأخير في إسرائيل.
وقال مصدر مقرب من البيت الأبيض، تحدث لموقع “واللا”، إن الإدارة الأميركية لا تعتزم الدخول في مواجهة مع نتنياهو في هذه المرحلة، وشدد المصدر على أن إستراتيجية الرئيس جو بايدن هي “احتضان” نتنياهو والعمل معه بسياسة “الجزرة وليس العصا”، على حد تعبيره.
وسيتوجه سوليفان، الخميس، إلى مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله، للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ وذلك في ظل “الإحباط الذي تشعر بع القيادة الفلسطينية من سياسات إدارة بايدن”، ورغبتها بممارسة واشنطن ضغوطا على الحكومة الجديدة في إسرائيل، بينما تشعر إدارة بايدن بـ”الإحباط” من الإجراءات الفلسطينية في مؤسسات الأمم المتحدة، وتعتبر أنها “ضارة”.