أكد شهود عيان على جريمة جيش الاحتلال الإسرائيلي التي أسفرت عن استشهاد الفتى زيد محمد غنيم (15 عاما) في بلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم، يوم الجمعة الماضي، أنه لم يشارك أبدا في مواجهات، وأنه أصيب في ظهره وعنقه برصاص أطلقه عليه جنود الاحتلال، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “هآرتس” اليوم، الأربعاء.
ونقلت الصحيفة عن أقارب الفتى الشهيد قولهم إن زيد كان في طريق إلى بيت جدته في الخضر، عندما أصيب في ظهره وعنقه برصاص أطلقه جنود الاحتلال، وكان على بُعد 150 مترا تقريبا من بيت جدته، حيث كانت والدته وشقيقته بانتظاره.
وتذرع جيش الاحتلال بأن إطلاق جنوده النار جرى بعد إلقاء شبان فلسطينيين زجاجات حارقة باتجاه الجنود، الذين كانوا يحرسون مفترق طرق يقود إلى مستوطنة “أفرات”، وأن الجنود طاردوا الشبان الفلسطينيين إلى داخل بلدة الخضر. وزعم الاحتلال أن تم إلقاء حجارة وزجاجات حارقة باتجاه الجنود هناك، وأن الجنود “أطلقوا النار باتجاه مشتبه”.
الشهيد الفتى زيد غنيم
إلا أن الشهود عيان أكدوا، وفقا للصحيفة، أن الجنود أطلقوا النار على زيد عندما مرّ بالقرب من الجنود، وأنه لجأ إثر إصابته إلى بيت مجاور للاختباء فيه، وهناك تلقى علاجا أوليا من سكان البيت ومن جنود، ثم نقله طاقم إسعاف من الهلال الأحمر إلى مستشفى، حيث جرى إقرار استشهاده.
وقال أحد شهود العيان أنه قبل إطلاق جنود الاحتلال النار بدقائق، تجمع عدد من الفتية وألقوا حجارة باتجاه حاجز عسكري، وأن الجنود أطلقوا قنابل غاز مسيل للدموع. وقالت شاهدة عيان شاهدت الحدث من شرفة منزلها إنه بعد اقتحام الجنود للبلدة، شاهدت زيد في أعلى الشارع. وأكدت أن الجنود أطلقوا النار عليه عندما كان بالقرب من بيتها، ونجح بالفرار إلى أحد البيوت في الشارع والاختباء في كراج قبل أن ينهار.
وأضافت شاهدة العيان أنها هاتفت ذلك البيت وطلبت إغلاق باب الكراج. وأشارت الشاهدة في إفادتها إلى علامات إطلاق النار الذي أصاب الجدار الحجري المحيط ببيتها.
وروى سكان البيت الذي لجأ إليه زيد أنهم وجدوه مستلقيا ويحتضر، وأنهم اعتنوا به وبعد ذلك حضر جنود، بعدموا تقفوا أثر دمائه. وقال مسعفو الهلال الأحمر الذين نقلوا زيد إلى المستشفى إنه كان مصابا بظهره وعنقه. وتظهر في شريط فيديو لدى نقله وجود جروح في ظهره من جراء إطلاق النار.
وأفادت الصحيفة من بيت العزاء بأن والدة زيد لم تتكلم تقريبا منذ استشهاد ابنها، ونقلت عن والده قوله إن زيد كان يحلم أن يصبح لاعب كرة قدم، وكان مسجلا في نادي كرة القدم في البلدة، كما شدد الوالد على أن زيد “لم يكن ضالعا في مواجهات أبدا”.
وزيد هو الشهيد الثالث في البلدة منذ شباط/فبراير الماضي. فقد استشهد ابن عمه محمد علي غنيم بنيران أطلقها عليه جنود الاحتلال، في نيسان/أبريل. وعُلقت في خيمة العزاء صورة للشهداء الثلاثة، فيما تجول حول الخيمة وهم يرتدون بلوزات عليها صورة الشهيد.