ظهرت مجموعة جديدة في إسرائيل تدعو السكان للهجرة من البلاد، وسط مخاوف من سياسات قد تطبقها الحكومة اليمينية القادمة برئاسة بنيامين نتنياهو.
وتنشط المجموعة المسماة “لنغادر البلاد معا” عبر وسائط التواصل الاجتماعي، من خلال حملة تهدف لإقناع 10 آلاف مواطن إسرائيلي بالهجرة إلى خارج البلاد.
وفي تدوينة على حسابه في “فيسبوك” قال يانيف غوراليك، الذي يقود المجموعة: “نظرًا لما يحدث في البلد، للأسف علينا إعداد خيار في حال اضطررنا إلى الانتقال إلى الخارج، فالبلد مهم بالنسبة لي ولكننا نرى ما يحدث، ونرى الحكومة التي سيتم تشكيلها وماذا سيفعلون”.
وانضم مئات الإسرائيليين إلى حسابات الحملة في “فيسبوك” و”تويتر” و”واتس اب” و”تليغرام”، دون أن يكون من الواضح ما إن كان مواطنون هاجروا خارج البلاد بالفعل.
وتناولت وسائل الإعلام المحلية حملة الهجرة الجديدة، لكن المسؤولين في الأحزاب التي ستتشكل منها الحكومة القادمة لم يعلقوا عليها.
وأمام نتنياهو مهلة حتى 21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري لتكوين حكومة، بعد اتفاقه مع أحزاب يمينية دينية وأخرى متشددة لتشكيلها، وهو ما نددت به أصوات محلية ودولية.
وعلى منصة تليغرام، كتب غوراليك: “بعد تغيير الأنظمة وطبيعة البلد للأسوأ والحياة ليست هي نفسها، قررنا أن ننتظم في مجموعة لمغادرة البلاد، في البداية سيكون الجزء الأول من 10000 شخص وسيتم توسيعه لاحقًا”.
ووفق مراسل وكالة “الأناضول”، يتضح من خلال التعليقات على حسابات التواصل الاجتماعي، أن المؤيدين لهذه المجموعة هم من العلمانيين الذين يخشون تطبيق القوانين الدينية اليهودية.
وعلى تويتر، كتبت الصحفية المستقلة أور لي بارليف: “ستغير القوانين التي خطط لها الائتلاف المشكل بشكل فعال نوع النظام في إسرائيل. ستسحق الديمقراطية ومؤسسات الدولة التي تحميها وتؤسس دكتاتورية قمعية تعمل ضد المواطنين”.
وينشط المؤيدون لهذه المجموعة أيضا في احتجاجات يتم تنظيمها في مدن إسرائيلية ضد الحكومة قيد التشكيل.
وأوضحت بارليف، مساء السبت: “تظاهر الآلاف من المواطنين المهتمين والمصممين مساء اليوم (السبت الماضي) ضد خطط تشكيل الائتلاف لسحق نظام العدالة وإنهاء الديمقراطية”.
ويخشى العلمانيون واليساريون الإسرائيليون من سطوة الأحزاب اليمينية الدينية واليمينية القومية بعد انضمامهم إلى الحكومة الجديدة.
والأسبوع الماضي، قال نتنياهو إن “كل إنسان يعيش حسب إيمانه، ولن تكون دولة شريعة هنا بل دولة نعتني فيها بجميع مواطني إسرائيل دون أي استثناء”.
وأضاف: “تم انتخابنا لقيادة نهج اليمين الوطني واليمين الليبرالي، وهذا ما سنفعله”.
ومن بين المؤيدين للمجموعة الداعية للهجرة خارج البلاد، رجل الأعمال اليهودي الأمريكي مردخاي كهانا.
وعلى تويتر، كتب كهانا: “بعد سنوات من تهريب اليهود من مناطق الحرب في سوريا، أفغانستان، العراق، اليمن، وأوكرانيا إلى إسرائيل، قررت مساعدة الإسرائيليين على الهجرة إلى الولايات المتحدة”.
ولم يقدم رجل الأعمال اليهودي المزيد عن مبادرته، لكن برز اسم كهانا منذ سنوات في مساعدة يهود في مناطق الصراع على الهجرة إلى إسرائيل.
وتساءل كهانا: “هل تنتهي الصهيونية بتشكيل حكومة نتنياهو الجديدة؟”.
ومن جانبه، لفت تسفيكا كلاين، المعلق في صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، إلى أن أحد اليهود الأمريكيين عرض استقبال المهاجرين في كيبوتس على أرض له في نيو جيرسي في الولايات المتحدة”.
وفي تغريدة على تويتر، قال كلاين: “تحاول حركة جديدة حشد عشرة آلاف إسرائيلي لمغادرة البلاد معا بعد نتائج الانتخابات وتحول الدولة في اتجاه أكثر تحفظًا”.