أكد متحدثون أهمية تعزيز الوعي حول مفهوم التربية الإعلامية والمعلوماتية في المجتمع، لإعداد جيل قادر على صنع القرار، والمساهمة في بناء المعرفة بكافة أشكالها.
وأكدوا خلال “المؤتمر الوطني للتربية الإعلامية والمعلوماتية” الذي نظمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”، ووزارتا التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي، لمناسبة الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية، اليوم الثلاثاء، بمدينة رام الله، ضرورة توحيد الجهود وتعزيز الشراكات المبذولة في حقل التربية الإعلامية بين كافة المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، ومأسستها باعتبارها حقا من حقوق المواطنين.
وتحتفل منظمة الأمم المتحدة في الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام بالأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية.
وقال وكيل وزارة التربية والتعليم بصري صالح، في كلمة نيابة عن الوزير مروان عورتاني، إن هذا المؤتمر يدلل على أننا نسير قدمًا وبخطىً ثابتة من أجل تجنيد كل الإمكانيات لإحداث مستوى ملائم من التربية الإعلامية انسجاما مع الرؤية الوطنية التي تؤمن بحق أبنائنا وبناتنا في اكتساب كافة المهارات والمعارف التي تمكنهم من أن يكونوا قادرين على صنع القرار، والمساهمة بشكل فعال في بناء المعرفة بكل أشكالها.
ولفت صالح الى أن العمل الريادي والابداعي جزء لا يتجزأ من الحراك المستقبلي والاستراتيجية الوطنية، موضحًا أن مفاهيم التربية الإعلامية دخلت في المناهج الفلسطينية بشكل واضح، كما أننا نتجه اليوم بشراكة وطنية لإنجاز مركز وطني للتدريب، ومركز لمصادر وطنية في مجال التربية الإعلامية.
بدوره، قال مدير عام التعليم المهني والتقني في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سامر موسى في كلمة نيابة عن الوزير محمود أبو مويس، إننا نعمل على اعتماد وتطوير برامج التربية الإعلامية والمعلوماتية، التي تسهم في خلق جيل قادر على التعامل مع وسائل الاعلام المختلفة المحلية والدولية، وتحليل المحتوى الإعلامي ونقده، والتعامل معه بحذر وحكمة، وإنتاج محتوى اعلامي هادف ومؤثر، إضافة لإكساب طلبة التعليم العالي المهارات والخبرات في مجال الاعلام والمعلوماتية، كما تعمل على تعزيز مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية في الخطط الدراسية في مؤسسات التعليم العالي.
وأكد موسى ضرورة استثمار الاعلام محليًا وإقليميًا وعالميًا لخدمة القضية الفلسطينية، وكشف زيف ادعاءات وسياسات الاحتلال الرامية لمحو الهوية الوطنية للشعب الفلسطينية وتغيير الحقائق على الأرض، وضرورة التركيز على الاعلام لمواجهة التحريض المستمر على مؤسساتنا ومناهجنا التعليمية.
من جانبها، أكدت مديرة قسم التعليم في مكتب اليونسكو لينا بينت أهمية اللقاء الذي يأتي لتمكين الجميع من الوصول للمعلومات، لافتة الى أن هذا النوع من المعرفة يساهم في التعبير عن الرأي وتعزيز قدرة المواطنين وصقل مواهبهم، وتمكين الشباب من المساهمة في بناء مستقبل أفضل.
بدورها، قدمت منسقة برنامج الاتصال والإعلام في مكتب “اليونيسكو” هلا طنوس شرحًا عن ورقة أعدتها اليونيسكو حول “التربية الإعلامية والمعلوماتية في فلسطين: نحو استراتيجية وطنية”، حيث قال إن التربية الإعلامية في فلسطين تتطور بشكل تدريجي من حيث الفهم والتطبيق، حيث تتجه المؤسسات لصقل مهارات المواطنين في التعامل مع الاعلام من خلال الأساليب والأدوات اللازمة، وليس تقديم المعرفة نظريًا فحسب، كما تمد المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني خطوط تعاون مشترك في تطبيقها لأنشطة التربية الإعلامية، إلا أنها تحتاج لتكثيف تلك الخطوط من أجل بناء شبكة تعاون وطنية متينة وموحدة في هذا المجال.
ودعت طنوس إلى ضرورة إعادة بلورة مفهوم واضح للتربية الإعلامية والمعلوماتية بما يتماشى مع خصوصية المجتمع الفلسطيني وتحدياته، وتوحيد الجهود، وتعزيز الشراكات المبذولة في حقل التربية الإعلامية بين كافة المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، إضافة لمأسسة التربية الإعلامية والمعلوماتية في فلسطين، باعتبارها حقًا من حقوق المواطنين.