في الوقت الذي يتعرض رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إلى انتقادات شديدة اللهجة من المستويين العسكري والسياسي، ووصفه بـ”أضعف رئيس أركان للجيش”، اختار كوخافي الاستعانة بخدمات إعلامية لتقديم الاستشارة له وتحضيره لإجراء مقابلات قبيل إنهاء منصبه وخروجه للتقاعد من الجيش.
وأفادت صحيفة “هآرتس”، اليوم الثلاثاء، أن كوخافي استعان بخدمات المستشار الإعلامي زامير دهبش، وذلك بهدف التحضير للمقابلات مع وسائل الإعلام والصحافيين قبيل تقاعده من المنصب في الجيش، وعقد الاثنان مؤخرا ما لا يقل عن 4 جلسات عمل واستشاره.
ووفقا للصحيفة، انتقد كبار المسؤولين الأمنيين قرار كوخافي الاستعانة بمستشار خارجي مقابل أجر مدفوع، وذلك خلافا لما هو متبع بالجيش، وعلى الرغم من أن رئيس الأركان يخضع لسلطة قسم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الموكلة أيضا بتقديم الخدمات والاستشارة الإعلامية له.
ومن المتوقع أن ينهي كوخافي مهام منصبه في رئاسة الأركان هذا الأسبوع، وسيخلفه في المنصب الجنرال هرتسي هليفي، الذي سيتولى منصب رئيس أركان الجيش بعد أن اختاره وزير الأمن الإسرائيلي السابق، بيني غانتس.
وأوضحت الصحيفة أن كوخافي أجرى في هذه الفترة سلسلة من اللقاءات والمقابلات مع وسائل الإعلام المختلفة، وذلك قبيل تقاعده وإنهاء مهام منصبه، مشيرة إلى أن كوخافي طلب قبل أسابيع الاستعانة بخدمات المستشار الإعلامي، وطلب من مساعديه استدعاء دهبش، وهو صاحب شركة العلاقات العامة “شالوم تل أبيب”، للاستعداد لذلك.
وفي اللقاءات وجلسات العمل والتحضير للمقابلات التي طلبها كوخافي، ناقش الاثنان الرسائل التي سيركز عليها كوخافي في المقابلات وسبل عرضها، واستعراضها أمام وسائل الإعلام والصحافيين.
ورفض الجيش الإسرائيلي طلب صحيفة “هآرتس” تحديد عدد أيام الاحتياط التي حصل عليها المستشار الإعلامي دهبش، مقابل الاستشارة التي قدمها إلى كوخافي، وما هو المبلغ الإجمالي الذي حصل عليه مقابل الاستشارة.
وزعم مسؤولون في الجيش أن دهبش كان جزءا من نظام الاحتياط في لواء المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الذي خدم فيه في الماضي. ومع ذلك كشف تحقيق الصحيفة أن المستشار دهبش لم يتم استدعاءه إلى الاحتياط في اللواء على الإطلاق في العقد الأخير، حتى في الحالات التي تم فيها استدعاء مستشارين إعلاميين بارزين للاحتياط أو للطوارئ المؤقتة.
وقال المسؤولون الذين خدموا في لواء المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في السابق، وفي الوقت الحالي إنهم “لا يعرفون دهبش كجندي احتياطي نشط”.
يشار إلى أن دهبش يعتبر أحد كبار مستشاري الصحافة والإعلام في إسرائيل، ويقدم الاستشارة الإعلامية، لشركات السايبر والإنترنت والتكنولوجيا التي تعمل مع الجيش الإسرائيلي، وكذلك الشركات التي تورد معدات لوزارة الأمن، حيث كشف تحقيق الصحيفة عن عدم وجود وثيقة “تضارب مصالح” بينه وبين الجيش الإسرائيلي، كما هو مطلوب.
وترى مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن هذا النهج والتصرف من قبل كوخافي، يعكس عدم الثقة بقادة الناطق باسم الجيش ولواء المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وبحسب هذه المصادر، فقد تم بالفعل استبعاد العشرات من ضباط اللواء من تحضير كوخافي للمقابلات.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن “استعانة الجيش الإسرائيلي للحصول على مشورة شخصية لرئيس الأركان كان على ما يبدو انتهاكا لقانون الاحتياط، وفي حالات استثنائية، حيث يكون من الضروري تعيين مهنيين، يجب أن يتم ذلك لغرض يحدده وزير الأمن وبأمر صادر عنه، وبموافقة اللجنة الخاصة، بعد اقتناعه بعدم وجود بديل معقول آخر لتحقيق هذا الغرض”.