توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس، بنشر صواريخ “سارمات” النووية العابرة للقارات، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده ستنتصر في الحرب.
وقال زيلينسكي، عشية الذكرى الأولى للحرب التي تشنها موسكو في بلاده، إن أوكرانيا “ستنتصر” على القوات الروسية.
وكتب على منصات التواصل الاجتماعي: “لم ننكسر، تخطينا الكثير من المحن وسوف ننتصر.. سنحاسب جميع الذين جلبوا هذا الشر، هذه الحرب إلى أرضنا”.
وجاءت تلك التصريحات، بعدما أعلنت فنلندا، الخميس، عزمها إرسال 3 دبابات من طراز “ليوبارد-2” إلى أوكرانيا، على غرار دول غربية أخرى تعهدت إمداد كييف بأسلحة ثقيلة عشية الذكرى الأولى للحرب التي تشنها روسيا.
وقال وزير الدفاع الفنلندي ميكو سافولا في بيان: “سنرسل المزيد من المعدات العسكرية ونشارك في التعاون بشأن ليوبارد مع شركائنا”. وستشمل الحزمة “التدريب على تشغيل الدبابات وصيانتها”.
وأوضح في مؤتمر صحافي أن تلك الدبابات نسخة معدّلة من منصة “ليوبارد-2″، صممت لإزالة ألغام ومتفجرات أخرى.
ومن بين 200 دبابة “ليوبارد-2” تمتلكها فنلندا، هناك 6 دبابات فقط معدّلة بهذا الشكل.
تجدر الإشارة إلى أمن لفنلندا حدود بطول 1300 كلم مع روسيا، وهي امتنعت في السابق عن التعهد بإرسال دبابات إلى أوكرانيا.
ويأتي الإعلان الفنلندي، غداة تعهد إسبانيا إرسال 6 دبابات، وفي أعقاب إعلان المستشار الألماني أولاف شولتز، الجمعة، أن على الحلفاء الذين تتوفر لديهم دبابات إرسالها الآن.
وقاومت ألمانيا في البدء ضغوطاً من حلفاء للسماح بإرسال دبابات ألمانية الصنع إلى أوكرانيا، ولكنها تراجعت عن موقفها في يناير، معلنة عزمها إرسال مجموعة من 14 دبابة “ليوبارد” تضاف إلى كتيبتي دبابات يقوم الحلفاء بتزويد أوكرانيا بها.
صواريخ سارمات النووية
في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن بلاده ستولي اهتماماً متزايداً لتعزيز قواتها النووية من خلال نشر صاروخ باليستي عابر للقارات تأخر نشره كثيراً، وصواريخ أسرع من الصوت وغواصات نووية جديدة.
وفي خطاب قصير عبر الفيديو بمناسبة “يوم المدافع عن الوطن”، قال بوتين أيضاً إن روسيا ستواصل تجهيز قواتها المسلحة بمعدات متطورة لضمان سيادتها.
وأضاف بوتين أنه سيتم نشر صواريخ باليستية عابرة للقارات من طراز “سارمات” هذا العام. وكان من المفترض نشر تلك الصواريخ العام الماضي.
وكانت شبكة CNN الأميركية ذكرت أن الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا أجرت اختباراً لـ”سارمات” قبل الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس جو بايدن إلى أوكرانيا، لكن الاختبار فشل. ولم تعلّق وزارة الدفاع الروسية على هذا التقرير.
بالإضافة إلى ذلك، قال بوتين إن روسيا ستواصل الإنتاج الضخم لأنظمة “كينجال” الجوية فرط الصوتية، وستبدأ في إنتاج كميات كبيرة من صواريخ “زيركون” الأسرع من الصوت التي تطلق من البحر.
كما صرّح بوتين بأن روسيا ستطوّر جميع المعدات التقليدية للقوات المسلحة، وستعمل على تحسين التدريب وإضافة معدات متطورة، وستعزز صناعة الأسلحة وترقية الجنود الذين أثبتوا كفاءتهم في المعركة.
وبعد مرور عام على إصدار الأمر بغزو أوكرانيا، أشار بوتين إلى استعداده لتقويض أسس الحد من الأسلحة النووية، بما في ذلك وقف القوى الكبرى للتجارب النووية، ما لم يتراجع الغرب عن التدخل في أوكرانيا.
وكان بوتين أعلن، الأربعاء، تعليق العمل بمعاهدة “نيو ستارت” للحد من الأسلحة النووية، فضلاً عن وضع أنظمة استراتيجية جديدة في مهام قتالية، والتهديد باستئناف موسكو للتجارب النووية.
العقوبات الاقتصادية
من جانبها، أعلنت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الخميس، أن العقوبات المفروضة على روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا لها “تأثير كبير جداً” على اقتصاد موسكو.
وأضافت قبيل اجتماع لمجموعة العشرين في الهند: “أرى أن عقوباتنا كان لها تأثير سلبي كبير على روسيا حتى الآن. روسيا تعاني حالياً عجزاً كبيراً في الموازنة”.
وأشارت يلين، أمام صحافيين في بنغالور إلى أن موسكو “تواجه صعوبة كبيرة بسبب عقوباتنا ومراقبتنا للصادرات في الحصول على المواد اللازمة لإعادة تخزين الذخيرة وإصلاح 9 آلاف دبابة دُمّرت بسبب الحرب”.
وقالت إن “تحديد سقف لأسعار النفط الروسي يقلل بشكل واضح وكبير من دخل روسيا”. وأضافت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “كان يتوقع تحقيق نصر بأقل كلفة.. وبعد عام، حرب بوتين هي فشل استراتيجي للكرملين”.
ويعقد وزراء المال ومحافظو المصارف المركزية لدول مجموعة العشرين اجتماعهم، الجمعة والسبت في مدينة بنغالور الهندية، لمناقشة تدابير لمعالجة الآثار الاقتصادية للحرب في أوكرانيا، وإمكانية تخفيف عبء الديون عن البلدان الفقيرة الأكثر ضعفاً.
وأكدت وزيرة الخزانة الأميركية أن الاقتصاد العالمي “في وضع أفضل” مما كان متوقعاً قبل بضعة أشهر مع التداعيات الاقتصادية لوباء كورونا وغزو روسيا لأوكرانيا.
وقالت إن “التحديات التي نواجهها حقيقية، والمستقبل لا يزال غير مؤكد، لكن الآفاق تحسنت”.