دعا رئيس بلدية أريحا عبد الكريم سدر، مساء اليوم الأحد، المجتمع الدولي ومحبي السلام لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، والتي أدت إلى سقوط الشهداء والجرحى والأسرى، وعمليات الهدم والحصار والإغلاقات التي تطال جميع نواحي الحياة.
جاء ذلك خلال توقيع اتفاقية التوأمة عبر تقنية الفيديو مع رئيس بلدية جرنادا في نيكاراغوا بحضور سفير نيكاراغوا في فلسطين روبرتو موراليس ومحمد الشافعي القائم بأعمال سفارة فلسطين في نيكاراغوا.
وقال سدر: ” كان يوماً سعيداً على بلدية أريحا عندما استقبلنا سفير نيكاراغوا، حيث تحدثنا عن تاريخ البلدين والتعاون المشترك وبمباركة من رئيس دولة فلسطين محمود عباس وقعنا هذه الاتفاقية، مشيراً إلى أن الرئيس عباس تربطة علاقة قوية مع نيكاراغوا، وكان قبله الرئيس الراحل ياسر عرفات يمتلك علاقة قوية مع هذا البلد العزيز على قلوبنا، ونحن كبلدية أريحا عندما نوقع هذه الاتفاقيات نعمل على إيصال الصوت والصورة والحقيقة لقضية شعبنا واطلاع العالم على جرائم الاحتلال المستمرة”.
وتابع: “إن أريحا لليوم العاشر على التوالي تتعرض لحصار وعقاب جماعي من قبل الاحتلال الذي يفرض الحواجز ويعرقل تنقل المواطنين من وإلى المحافظات، علماً أن شهري كانون ثاني وشباط يشكلان ذروة الزراعة والسياحة في أريحا وهذه القطاعات الان تتعرض لخسائر مالية تقدر بملايين الدولارات فمن يتحمل المسؤولية؟”.
وقال سدر: “قبل أيام كان هنالك عدوان على مخيم عقبة جبر، وسجلت إصابات واعتقالات وهدم منازل لمدنيين أبرياء، وكان الإدعاء الإسرائيلي أن هناك شبان فلسطينيين مقاومين موجودين بالمخيم، وهذه الإجراءات هي انعكاس الحكومة الإسرائيلية الجديدة المتطرفة التي يسيطر عليها اليمين الإسرائيلي”.
وتابع: “من هنا ندعو الأصدقاء الدوليين ومحبي السلام إلى إنصاف الشعب الفلسطيني وقضيته، ووقف الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية، وبالنسبة للشعب الفلسطيني فهو صامد ومجسد الآن صمودنا بأننا نوقع هذه الاتفاقية مع دولة في الجانب الآخر من العالم تاكيداً على ان الشعب الفلسطيني حي ومحب للسلام ويعشق الحياة ونطلع بكل حب وشوق الى زيارة بلدية جرنادا ونتشرف بأن نستقبلكم في أريحا”.
وقال سدر: “مدينة أريحا هذه الايام تواجه فترة عصيبة وظروف صعبة فرضها علينا الاحتلال، نتيجة للظروف التي تمر فيها فلسطين، والتي أدت إلى تصاعد وتيرة العنف، لقد أسهمت سياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة من اقتحامات متكررة للأراضي الفلسطينية في جنين ونابلس والقدس وبقية المدن الفلسطينية وسلسلة الاغتيال والقتل، التي أودت بحياة ما يقارب 35 شاب وطفل وإمرأة منذ مطلع العام الحالي 2023، إضافة إلى هدم البيوت وتشريد السكان، أدى ذلك إلى خلق حالة من الاحباط وفقدان الأمل لدى الشباب بأي حلول أو سلام في المنطقة، وسط صمت دولي وعدم اكتراث بحياة الفلسطينين”.
وتابع: “إن الاحتلال وكعادته لا يوجد لديه إلا لغة القوة والعنف، وهو يحاول وباستمرار فرض سياسة العقاب الجماعي، مما يلحق الضرر بجميع الشعب الفلسطيني بكافة قطاعاته، وها هي مدننا تدفع ثمن عنف المستوطنين وعربدتهم بدعم من حكومتهم المتطرفة، فأريحا تخضع لحصار مشدد مع إغلاق لكافة مداخلها بالإسمنت المسلح ووضع الحواجز والسواتر الترابية، ومنع للناس من التنقل بحرية بين المدن حتى للحالات الطارئة، هذا الحصار انعكس وبشدة على كافة مناحي الحياة اليومية لحياة المواطن، فأصبحت المدينة شبه مهجورة، وقد خلت من زوارها في موسم هو موسم السياحة والزيارات والحركة، فقد شلت الحركة السياحية وتوقفت الحركة التجارية واصبحت عملية تصدير الخضار والزراعة تعاني الصعوبة، وتعطلت حركة المسافرين عبر المعبر الوحيد للفلسطينين العالم”.
وقال سدر: “إن حياة المواطنين أصبحت صعبة فكل أشكال الحياة مرتبطة بتواصلنا ببقية المدن، ونحن وفي كل مساء وحتى في وضح النهار معرضين إلى اقتحام ودخول جيش الاحتلال للمدينة، مما يهدد حياة العديد من الشبان والإضرار بالممتلكات الخاصة والعامة، والبنية التحتية والرعب الذي ممكن أن يزرعه هذا الجيش في قلوب أطفالنا والأمهات”.
وأكد على أن المجتمع الدولي أمام قضيتنا يقف عاجزاً صامتاً غير قادر عن الإشارة لمعاناتنا أو الحديث عن أمننا، وهذا الانحياز يلحق الضرر بقدر كبير وموازي للضرر والألم الذي يسببه الاحتلال، إننا كشعب عانى من التمييز بأبشع صوره نرفض التعامل بمكيالين ونطالب بإدانة العنف بكافة أشكاله وادانة مسببيه.
ودعا سدر محبي السلام والحرية لكسر الصمت ندعوكم للوقوف بجانبنا ندعوكم للضغط لإيقاف الاعتداء المتواصل علينا، ووقف استهداف أبناءنا وشباننا وإنقاذ حياتنا، مضيفاً: “نود أن نرفع صوتنا وبقوة وبدعم منكم للمطالبة وبصورة فورية وعاجلة لرفع الحصار المفروض على أريحا، والمطالبة بعودة الحياة لطبيعتها وحرية الحركة والتنقل بين المدن وبين فلسطين والعالم كون أريحا المعبر الوحيد المتاح لسفر الفلسطينيين”
وقال سدر: “إن فقدان الأمل هو أصعب وأبشع ما يكون لا تدعونا نفقد الأمل فإن فقدناه فقدنا الحياة، ولتكن صرخة ضد الاحتلال وضد العنف وضد التمييز لتكن صرخة إنسانية لشعب عانى ولا يزال يعاني الكثير، وبحاجة إلى حماية وحرية ووطن آمن”.
ومن جانبه، قال مايسترو بيدرو فارغاس مينا عمدة جراندا في نيكاراغوا باسم الرئيس: “نرحب باتفاقية التوأمة مع بلدية أريحا، والتي تعزز المحبة والترابط بين البلدين وترسخ التعاون والعدالة وتفتح مجالات مشتركة ونتتهز هذه الفرصة لدعم الشعب الفلسطيني والتضامن معه”.