كشف والد الأسير أيهم كممجي عن تفاصيل جديدة عن “رحلة الحرية”، كما يسميها، التي خاضها نجله عقب تحرره مع خمسة من رفاقه الأسرى، من سجن “جلبوع” شمال فلسطين المحتلة، في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.
قبل أيام، زار فؤاد كممجي نجله أيهم المعزول في الزنازين الانفرادية منذ شهور، عقب إعادة اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن تضيف محكمة الاحتلال مؤخراً حكماً بالسجن لمدة 5 سنوات على حكمه بالسجن المؤبد.
يروي كممجي ، أن أيهم أخبره خلال الزيارة عن تفاصيل جديدة عن أيام الحرية التي قضاها بعد تحرره من سجن “جلبوع”، ويقول: قال لي أيهم أنه بينما كان يقطع أحد الشوارع الرئيسية في الداخل مع رفيقه مناضل انفيعات، شاهدتهما مركبة لشرطة الاحتلال، فطاردهما عناصرها إلى داخل أرض قريبة، وخلال هروبهما من الشرطة سقط أيهم عن ارتفاع ثلاثة أمتار مما أدى لإصابته بجروح.
ومن بين التفاصيل المثيرة خلال هذه المطاردة، يروي كممجي: بعد إصابة أيهم وقع في ما يشبه المستنقع، حينها وصل عناصر شرطة الاحتلال إلى مسافة قصيرة منه، فاضطر إلى البقاء متخفياً وإغماض عينه، وقد أقسم لي أنه أغمض عينيه عند الساعة 11:20 ليلاً وفتحهما عند الساعة 4:26 وكأن الله ألقى عليه النوم حتى لا ينكشف لجنود الاحتلال.
وعن وصوله إلى الضفة المحتلة بعد هذه المطاردة، يقول: وصل أيهم إلى منطقة الجدار قرب قرية سالم، وهناك بقي متخفياً حتى تأكد من موعد مرور دورية الاحتلال، وبعد أن قطع السلك الشائك تفاجئ بالدورية قادمة نحوه ومن بين الرصاص الذي أطلقه الجنود نحوه، تمكن من الدخول إلى منطقة جنين.
وأكد كممجي أن عائلات احتضنت أيهم خلال فترة المطاردة، ويقول: “أيهم بقلي يابا أنت في البيت بتوكل طبخة واحدة، أنا كانوا يقدمولي 3 طبخات، أخجل من هالكرم، أنا بشكر كل حدا ضحى عشان يحميني وخباني في بيته”.
وشدد على أن أيهم كان خلال الزيارة في معنويات عالية جداً، ويروي أنه قبل الدخول إلى الزيارة تملكته مشاعر “الحيرة” كيف سيتحدث مع أيهم حول استشهاد شقيقه شأس برصاص الاحتلال خلال اشتباك في شهر رمضان المبارك.
ويضيف: لكن في الواقع كان أيهم هو من رفع معنوياتي، ولم أشاهده من قبل في هذه الفرحة، بدا عليه الغبطة والفرح باستشهاد شقيقه، وقال لي: “يابا احنا ربنا بحبنا لأنه اصطفى من بيننا شهيد”.
وأشار إلى الإجراءات المشددة التي تفرضها إدارة سجون الاحتلال على أيهم، وقال إن السجانين أحضروه إلى غرفة الزيارة وهو مقيد بالسلاسل في يديه وقدميه وكأنه “يساق إلى غرفة الإعدام”، حسب وصفه.
وعن أسمى أمنياته، قال فؤاد كممجي: حلمي أن أحضن أيهم وأراه في منزلنا وليس من خلف زجاج الزيارة، لكن الزيارة في السجن أقل حزناً من أن أراه تحت التراب كما حصل مع شقيقه الشهيد شأس.