تتزايد دعوات شخصيات سياسية وأمنية في إسرائيل لإقالة زعيم حزب “القوة اليهودية” وزير الأمن القومي، ايتمار بن غفير من الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الأمر الذي جعله عقدة الحكومة الجديدة.
وتأتي هذه الدعوات وسط اتهامات للوزير الإسرائيلي بالفشل في الملف الأمني، وعدم قدرته على تحقيق أي إنجازات تذكر منذ توليه المنصب، علاوة على ازدياد معدلات الجريمة بـ”إسرائيل” وتحديداً بالمجتمع العربي، واتهامه بتشكيل خطر على الأمن القومي الإسرائيلي.
وكانت تقارير عبرية، أكدت قبل أيام أن نتانياهو يبحث عن بديل لبن غفير بمنصب وزير الأمن القومي، الأمر الذي دفع مقربين من رئيس الوزراء للتواصل مع أعضاء بحزب “القوة اليهودية” لمناقشة إمكانية انشقاهم عن زعيم الحزب.
انتقادات المعارضة
ودعا زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، في مقطع فيديو نشره على حسابه بـ”تويتر”، مساء السبت، نتانياهو لإقالة بن غفير، مؤكداً أن “الحكومة الحالية لا يمكنها الاستمرار على هذا النحو”.
ووصف لابيد، بن غفير بـ”الوزير الأكثر فشلاً في تاريخ الشرطة الإسرائيلية”، متابعاً: “تجربته الوحيدة في الميدان هي كونه مجرم مدان، وليس لديه أدنى فكرة عما يفعله، والناس تموت كل يوم والأسر تتدمر”، في إشارة لزيادة جرائم القتل بالمجتمع العربي.
وأضاف: “منذ أن أصبح بن غفير وزيراً ازداد عدد القتلى بنسبة 300%، يجب على رئيس الوزراء أن يقف على رأس فريق متكامل لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي كما فعلنا”.
وتابع: “هذه ليست معركة يمكن تدار عبر تيك توك؛ إنها مسألة تخص المحترفين”، حسب تعبيره.
وخلال الأيام الماضية، شهدت إسرائيل عدد من جرائم القتل التي تركزت في البلدات والمدن العربية، فيما وجهت اتهامات لجهاز الشرطة ووزير الأمن القومي بالتقاعس أمام ملاحقة مرتكبي جرائم القتل منذ تشكيل الحكومة الحالية.
وطالب زعيم معسكر الدولة “بيني غانتس”، عبر حسابه الرسمي بـ”تويتر”، نتانياهو بإقالة وزير الأمن القومي، مشدداً على أن ثمن بقاءه في المنصب “غير مسبوق”، مستنكراً هجوم بن غفير على القادة الأمنيين والعسكريين.
رسالة لنتنياهو
وفي السياق، وجه مسؤولون أمنيون ومفتشو شرطة سابقون، رسالة لنتانياهو، ضد ايتمار بن غفير، يطالبون فيها بإقالته فوراً، مؤكدين أنه يمثل “خطراً على أمن الدولة”، وفق ما أوردت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة العبرية، إن ستة مفتشين عاميين و42 لواء سابقين وجهوا رسالة مشتركة لرئيس الوزراء وجهوا فيها انتقادات شديدة وغير مسبوقة لبن غفير، وطالبوا بإقالته من منصبه على الفور.
وأشارت الصحيفة، إلى أن “الرسالة حذرت نتانياهو من الانهيار المتوقع لشرطة إسرائيل، وأكدت أن الشرطة الإسرائيلية لم تصل إلى الوضع الذي هو عليه اليوم فجأة”.
وأضاف المسؤولون، في رسالتهم “ما نخشاه قد وقع، ونرى بعين الحسرة كيف تنهار الشرطة الإسرائيلية أمام أعيننا وكيف يترك شرطيون وقادة متميزون الشرطة، بوتيرة لم تعرفها سابقاً”، متابعين: “لا قيام لإسرائيل من دون شرطة قوية ومستقلة”.
وحسب الرسالة، فإن “الشرطة الإسرائيلية بوضعها الحالي غير مستعدة لأي أعمال شغب بالداخل يمكن أن تكون مصاحبة لأي عملية عسكرية ضد الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة”، وفق الصحيفة العبرية.
واعتبر المسؤولون السابقون، بن غفير جزءاً رئيساً في المشكلة التي تواجهها الشرطة، معبرين في رسالتهم لنتانياهو عن أسفهم من عدم قدرتهم على عرض مقترحات للحل يمكن أن تساعد في تجاوز الأزمة الحالية للشرطة.
وتابع المسؤولون “ندرك التعقيدات السياسية التي تواجهها الحكومة فيما يتعقل بنقل بن غفير من منصبه لمنصب آخر، لكننا نؤكد على ضرورة تقديم الحل المناسب لأزمة الشرطة الحالية”، مستكملين: “يجب إبعاد بن غفير عن منصبه فوراً وكلما كان الأمر أسرع كان أفضل”.
واستكملوا بالقول: “الوزير بن غفير، بجلوسه على كرسي وزير الأمن القومي، يشكل خطراً ملموسا وفورياً على أمن إسرائيل”، مطالبين نتانياهو بعقد اجتماع مع المفتشين العامين والقادة الأمنيين السابقين بدون وجود بن غفير.